«الترام».. وسيلة نقل عبر السكك الحديدية، تمتد على طول مسارات الطرق بجوار السيارات، وفي بعض الأحيان يمكن أن توجد في مسارات بعيدة على السيارات، ويعمل الترام عادة على الطاقة الكهربائية، ويعتبر من أكثر وسائل النقل شيوعاً في بعض البلدان، وقد كانت تسمى في السابق السكك الحديدية الكهربائية. كانت بدايته في مصر عام 1897، وتحديداً عندما حصلت الشركة العامة الاقتصادية للخطوط الحديدية والبارون إمبان على امتياز خطوط ترام مدينة القاهرة في فترة بنائها وتحديثها الأولى، وكان يشق أرجاء القاهرة من العباسية وعين شمس إلى العتبة الخضراء والقلعة والسيدة زينب وقصر النيل وباب اللوق وكوبري الليمون والهرم ومصر القديمة، وغمرة. يذكر أن البارون إمبان، المهندس البلجيكي، كان في نزهة على ظهر حصانه في تلك الهضبة الصحراوية شديدة الحرارة، ذات الهواء الجاف، برفقة "بلدياته" المهندس المعماري "إرنست جسبار"، حيث كان الأمر في البداية هو التفكير في إنشاء خط إضافي للمترو الكهربائي، يكون بعيدا نوعا ما عن القاهرة في ذلك الوقت، وكان ذلك المكان هو تلك الهضبة الصحراوية بشرق القاهرة، فأعجب بالمكان خاصة أنه قريب من واحات هليوبوليس القديمة "عين شمس والمطرية"، فقرر إقامة مدينة حدائقية ذات واحات متعددة، فقام هو وصديقه بوغوص نوبار في مايو 1905 بشراء 2595 فدانا بسعر زهيد من الحكومة المصرية، وحصلا على امتياز مترو وخطين للقطار الكهربائي. الترام يودع مصر مع منظومة النقل الجديدة رغم أهميته ومع مرور الزمن ودخول السيارات والميكروباصات السريعة، وخطوط المترو، ودع «التروماي» العديد من شوارع القاهرة، وأصبح قاصراً على منطقة مصر الجديدة «هليوبوليس» فحسب، ربما لكي يمنحها عبقاً يشبه مبانيها القديمة التي بنيت خلال المائة سنة الماضية، وكي يصبح ديكور الزمان الجميل كاملاً. حكومة "الببلاوي" تعد بإنشاء الترام.. ويوضع في طي النسيان وفي عام 2013، وعدت الحكومة المصرية برئاسة المهندس حازم الببلاوي، بتنفيذ خطة تقضي بإنشاء خط جديد للترام في منطقة مصر الجديدة بتمويل من البنك الدولي كجزء من الحلول المطروحة للقضاء على أزمة التكدس المروري. وكان مقرر الانتهاء من المشروع خلال ستة أشهر، وفق ما قال المهندس هاني صلاح، من قسم التطوير بمديرية الطرق والنقل التابعة لوزارة التنمية المحلية، وسيكون الترام الجديد، عند تسييره، بطاقة استيعابية تبلغ 300 ألف راكب يوميا، وسيكون مساره بدءا من محطة كلية البنات "رمسيس" وصولا إلى القاهرة الجديدة. ولكن كعادة الحكومات المصرية تضع الخطط في طي النسيان، ومع بداية الانتخابات الرئاسية في مصر وتغيير الحكومة ومجىء الحكومة الجديدة، وضعت تلك الخطة في طي النسيان. "النقل" تعيد فتح ملف الترام لتخفيف الزحام فتح قطاع التطوير في وزارة النقل ملف "الترام"، حيث اقترح القطاع إعادة العمل به وتفعيله؛ للتخفيف من الزحام، وفي إطار خطة تطوير منظومة النقل الشاملة في القاهرة، سيتم تدعيم أسطول هيئة النقل العام ب1550 باصا جديدا بدعم من البنك الدولي وبنك الاستثمار العربي والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتطوير والحكومة "كجزء من الميزانية العامة". وفى هذا الإطار، يقول المهندس كريم محمد، بقطاع التطوير بالوزارة، إن خطة تطوير منظومة النقل في مصر تضم الكثير من المشاريع ومنها الترام الجديد، حيث سيتم استغلال بعض خطوط المترو التي تم إيقافها وتحويلها إلى خطوط ترام ومنها خط بطول ثمانية كيلومترات يبدأ من رمسيس وصولا إلى مصطفى النحاس، مؤكدا أن العمل جار على قدم وساق؛ لتلافي الزحمة الخانقة التي تسبب اختناقات مرورية وتعطل الكثير من مصالح المواطنين. ومن الناحية الأخرى، أوضح الدكتور هيثم عاكف، أستاذ الطرق بجامعة القاهرة، أن وزارة النقل حينما تحدث كارثة أو مصيبة، تضع خططا جديدة لتطوير أي منظومة مهملة تلهي بها مجلس الوزراء والمواطنين عن أخطائهم الفادحة، مشيرًا إلى أنه مضى عام الآن والوزارة تعد بتطوير الترام ولا توجد أي مؤشرات على خطة ترام مدينة القاهرة الجديد، وبدلاً من ذلك، نرى موت خطوط مترو مصر الجديدة.