تصوير: محمد حكيم على بعد 12 كيلو مترًا من قرية البهنسا بمركز بني مزار في المنيا تحولت قرية "أبو العودين" إلى مضيفة كبرى، وشهدت طقوسًا وعادات خاصة، وذلك في الليلة الختامية للاحتفال بمولد سيدي "محمد أبو العودين" والتي تزامنت وذكرى عاشوراء. إذ شهدت القرية ليلة ساهرة بدأت عقب الانتهاء من صلاة العشاء لأمس الاثنين، واستمرت حتى الثالثة من صباح اليوم الثلاثاء احتفاءً واحتفالاً بمولد سيدي "محمد أبو العودين" أحد التابعين والذي استشهد في أعقاب الفتوحات الإسلامية لبهنسا، وتزامنت ذكراه وذكرى "عاشوراء". ومع بداية الاحتفال تحولت القرية لمضيفة كبرى حيث فتحت جميع أبواب منازل أهالي القرية لاستضافة الوافدين من المحافظات الأخرى، وقدمت لهم موائد الطعام والشراب، وامتلأت الشوارع جميعها على آخرها حتى لم يكن هناك موطئ قدم، فيما انتشر الباعة بالشوارع، وكانت أشهر البضائع "الفول السوداني- الحمص- حلاوة المولد- ألعاب أطفال- طراطير"، ولم يكف الأطفال عن النفخ في المزامير. وراح أهالي القرية والوافدون يتبركون بمقام "سيدي أبو العودين"، حيث قدم البعض النذور والذبائح، والتف البعض في حلقة ذكر داخل المقام. واختتمت الاحتفالات بذكر صوفي داخل منزل سيدي "جابر"، بدأ في تمام الثامنة مساءً بعد تقديم مائدة العشاء "النفحة"، حيث التف الجميع في حلقة ذكر كبيرة، وأخذوا يتمايلون يمينًا وشمالاً. يقول الشيخ "إبراهيم محمد جابر أحمد" مدير إدارة أوقاف قرية "صندفا" بمركز بني مزار إن العارف بالله الشيخ " محمد أبو العودين" هو ابن عقيل بن جعفر بن أبي طالب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من شهداء الفتح الإسلامي لقرية البهنسا، وسميت القرية "أبو العودين" باسمه، واعتاد الأهالي الاحتفال بمولده كل عام وسط توافد الآلاف من شتي المحافظات. وأضاف "الفقراء وأصحاب الحاجات يجعلون بيوتهم قبلة للضيوف والوافدين ويوفرون من نفاقاتهم الخاصة استعدادًا لذلك اليوم، ويحضر معظمهم ليلة الذكر الختامية التي تقام بمنزل سيدي "جابر أحمد حسن" الذي توفي 1989 وهو من أهل الصلاح وأحد أبناء القرية".