على الرغم من أن غالبية الأيام والتواريخ تحمل ذكريات مؤلمة للشعب الفلسطيني الذي تعرض وما زال لأكبر مؤامرة في التاريخ وارتكبت بحقه سلسلة جرائم استهدفت وجوده واقتلعته من أرضه، إلا أن الثاني من شهر نوفمبر 1917 يظل اليوم الأكثر سواداً في تاريخ الأمة العربية. فمنذ أكثر من 97 عاما، أصدر وزير الخارجية البريطاني جيمس آرثر بلفور تصريحا مكتوبا وجهه باسم الحكومة البريطانية إلى اللورد ليونيل والتر روتشيلد، أحد زعماء الحركة الصهيونية، يتعهد فيه بإنشاء «وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين»، وبموجبه منحت بريطانيا الحق لليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين، بناء على مقولة «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض». وبعد اتفاقية سايكس بيكو عام 1916م، التي قسمت البلاد العربية، عمدت بريطانيا إلى بسط نفوذها على جزء مهم من هذه البلاد، وسعت في نفس الوقت إلى تلبية رغبة حاييم وايزمان، أول رئيس لدولة إسرائيل، بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، التي اتخذت شكل «تصريح»، وعرف باسم «وعد بلفور». وفي الثاني من نوفمبر من عام 1917، وجه وزير خارجية بريطانيا آرثر جيمس بلفور إلى اللورد روتشيلد، أحد زعماء الحركة الصهيونية في تلك الفترة، خطابًا جاء به«إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يكون مفهومًا بشكل واضح أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى». بريطانيا تعترف بخطئها بعد 97 عاما دون تفعيل وبعد 97 عاما ما زالت الجريمة التي كان ضحيتها الشعب الفلسطيني ماثلة أمام العالم، على الرغم من إفاقة بريطانيا واعترفها خلال مجلس العموم البريطاني بحق دولة فلسطين، لم تزل آثار ذلك الوعد المشئوم ترهق كاهل الشعب الفلسطيني الذي تستمر معاناته. "مختصون : لابد من تعزيز الدور العربي ضد الإمبريالية الصهيونية " وعن ذلك الوعد ، قال في البداية دكتور محمد ابو غدير أستاذ الإسرائيليات بجامعة الازهر، إن ذكرى وعد بلفور هذا العام تختلف عن كل ما سبق ، مشيرًا إلى ان هناك نوعا من التطور الأكثر إيجابية في الموقف البريطاني تجاه القضية الفلسطينية، والذي تم التعبير عنه بقرار مجلس العموم البريطاني بتصويت البرلمان البريطاني بأغلبية ساحقة لصالح الاعتراف بدولة فلسطين. وتابع:أبو غدير"بريطانيا إذا كانت تشعر بخطئها الفعلي بعد 97 عاما، فعلى الحكومة أن تتخذ اليوم خطوة فعالة وتقوم بتبني موقف إقامة دولة فلسطين بشكل حقيقي ، وفعال أمام دول العالم أجمع . وأوضح، أستاذ الإسرائيليات في جامعة الأزهر، قائلا:"رغم الاعتراف بدولة فلسطين كعضو مراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلا أن الأممالمتحدة وهيئاتها في الغالب تكيل بمكيال مختلف في الشأن الفلسطيني،وهو الذي لابد أن يتم الوقوف عنده. . فيما أكد دكتور منصور عبد الوهاب ، أستاذ الإسرائيليات بجامعة عين شمس ، أن ما يمكن أن يقال في ذكرى بلفور، أن وعد بلفور كان حلقة في سلسلة تآمرية على فلسطين والعالم العربي أجمع وليست فلسطين وحدها. وأضاف:"لابد من مجابهة الهجمة الصهيونية وكافة المؤامرات التي تحاك للقضية الفلسطينية ولعموم المنطقة، وذلك عن طريق وحدة الموقف والتضامن والتكامل العربي.