قال المتحدث باسم حركة فتح الفلسطينية "أحمد عساف" عضو مؤتمر إعمار غزة في حوار مع "البديل" إن حكومة الوفاق الوطني تمثل الشعب الفلسطيني وهى التى ستشرف على إعادة إعمار غزة بعد العدوان الإسرئيلى الغاشم باعتبارها الحكومة الشرعية، مؤكدًا أنهم حريصون على وجود رقابة من الأممالمتحدة لطمأنة الدول المانحة. برأيك هل حقق مؤتمر«إعادة إعمار غزة» أهدافه الأولية؟ مؤتمر إعمار غزة حقق هدفين أساسيين بالنسبة للفلسطينيين هما حشد الدعم المالي لإعادة الإعمار من جهة وحشد أكبر دعم سياسي دولي للقضية الفلسطينية من جهة أخرى، فالمؤتمر وفر دعما ماليا وتعهدات دولية خاصة بعملية إعادة إعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية بقيمة 5.4 ملياردولار ، ويبقى أن تفي الدول المانحة بتعهداتها. ما هو دور حكومة الوفاق فى الإعمار؟ الجانب الفلسطيني قام بكل ما هو مطلوب منه لإنجاح عملية إعادة الإعمار، وعودة الحياة لشعبنا في قطاع غزة كذلك شعبنا ساهم في بناء دول كثيرة ولديه القدرة على إعادة الإعمار بشركاته مع الدعم العربي والإقليمي ، وخطة حكومة الوفاق الوطني التي تناولت تفاصيل ذلك و بذلت جهودا مضنية للمساهمة في إنجاح المؤتمر من خلال إعدادها لخطة مهنية وشفافة وواضحة لإعادة الإعمار، تقوم على أسس، الأول منها إغاثي لأهل غزة وإعادة بناء ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية، فضلا عن أن هذه الخطة تم تقسيمها لقطاعات خاصة بإعادة بناء المنازل والمواصلات والصحة والتعليم، والثاني يتعلق بالوضع الاقتصادي بشكل عام في القطاع والعمل على تحقيق تنمية اقتصادية وإنعاش اقتصادي، حيث يوجد 4 آلاف مصنع تم تدميرها، وآلاف الأسر التي أصبحت دون مأوى. عقدت مصر مؤتمر لإعمار غزة فى مدينة شرم الشيخ عام 2008 مشابه لهذا المؤتمر لكنه فشل ولم تلتزم الدول المانحة بوعودها..برأيك ما هي الضمانات التي من شأنها أن تحقق أهداف المؤتمر الأخير؟ مؤتمر المانحين يختلف عن المؤتمر الذي عقد في شرم الشيخ عام 2009، في وجود حكومة وفاق وطني شرعية بينما في السابق كان هناك حكومة حماس غير الشرعية، حيث لم يكن هنالك آليات أو خطة لإعادة الإعمار، بينما الآن هناك حكومة شرعية وبفريق وزاري وفني متخصص ولديها خطة واضحة لإعادة الإعمار، كما أن الدول التي أعلنت عن تعهداتها هي التي تعهدت ولم نلزمها بشيء. وأعتقد أن الاتفاق باتمام عملية إعادة الإعمار تحت رقابة الأممالمتحدة من شأنه طمأنة الدول المانحة بخصوص أن الأموال سوف تصل إلى مستحقيها، وأنه يُمكن كل الدول من المشاركة في الاشراف على عملية إعادة الاعمار، كذلك هذه الرقابة تضمن إلزام إسرائيل بفتح المعابر التي تسيطر عليها لإدخال المواد اللازمة لعملية الإعمار، لذلك لا يوجد أي مبررات لعدم التزام الدول المانحة بتنفيذ وعودها في ظل الحديث عن خطة إعادة إعمار مهنية سيخضع تنفيذها لرقابة دولية من قبل الأممالمتحدة، بالاضافة أنه بإمكان الدول المتبرعة نفسها أن تشارك في الإشراف على تنفيذ الخطة. ما دور السلطة الفلسطينية فى المرحلة المقبلة لتنفيذ خطة الرئيس أبو مازن؟ السلطة الوطنية تعد الضمانة الحقيقية وثمرة من ثمرات الكفاح لشعبنا على مدى خمسين عاما، لأنها نقلت شعبنا من مرحلة الاحتلال لمرحلة الدولة وكانت نتاج لتضحيات وشهداء وثمرة من ثمرات النضال، لذلك إذا استمرت الإجراءات الإسرائيلية لحصار السلطة مع حصار الشعب والعمل على إفشالها ووضع العراقيل في طريقها ستصبح سلطة بدون سلطة وهذا سيجعلنا نبحث عن بدائل، ولن نكون أسرى للعبة الاحتلال والاستمرار في عمليات الاستيطان، وتهويد القدس، بينما سيكون هناك حديث عن قواعد لعبة جديدة من خلال الحصول على دعم وتأييد دولي وذلك باعتبار فلسطين دولة مراقب بالأم المتحدة، ومن حقها الانضمام لكافة المؤسسات والمنظمات والمعاهدات الدولية. وفي كل الاحوال السلطة مصرة على الاستمرار في كفاحها للنهاية حتى تستطيع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وتعزيز صمود شعبنا على أرضه من خلال إيجاد الحياة الكريمة له والتصدي لكافة أشكال ترحيله من أرضه، لأن إسرائيل هي من قامت بتدمير كافة الاتفاقيات التي وقعت مع فلسطين. هل هناك مؤشرات لنجاح أهداف خطة التوجه إلى مجلس الأمن ؟ أهداف توجهنا إلى هذه المنظمات هي أن نكون نحن والعالم أجمع فى جهة وإسرائيل فى جهة أخرى من خلال الأنسجام مع القانون الدولي والاتفاقيات الموقعة والانسجام مع قرارات أعضاء الأممالمتحدة، فبعدما صوت ثلثي العالم فى 2012على رفع تمثيل فلسطين إلى دولة مراقبة بالأممالمتحدة، ذلك يعطي لنا مؤشرات إيجابية نحو استكمال باقي الاعترافات الدولية، لذلك سنعمل على عزل إسرائيل حتي يحقق الشعب الفلسطيني حقوقة بإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة. وماذا لواستخدمت أمريكا ال«فيتو» ضد توجه فلسطين إلى مجلس الأمن؟ في حالة صدور "فيتو" أمريكي ضد هذا القرار فسيكون أمام الفلسطينيين خيارات أخرى منها الانضمام إلى 122 مؤسسة ومنظمة ومعاهدة دولية على رأسها المحكمة الجنائية الدولية وبذلك سيكون من اليسير طلب محاكمة قادة الاحتلال الإسرائيلي على ما ارتكبوه بحق الشعب الفلسطيني من جرائم ضد الانسانية. برأيك ما مدى التزام حماس بتسليم المعابر إلى السلطة الفلسطينية ؟ هناك إتفاق برعاية مصرية تم على أساسه تشكيل حكومة وفاق وطني وهو أحد ثلاثة محطات برئاسة مصر فقط فى الشهر الأخير، وهذا يؤكد على دور مصر العميق واستحالة التعدي على هذا الدور أو خلق بديل له أو تشويهه والاتفاقية الموقعة بين حماس وفتح لها علاقة بأن تكون الحكومة هي المسؤلة عن إدراة المعابر. لماذا تقتصر حكومة الوفاق الوطني على أعضاء من حماس وفتح ولم تشارك بها فصائل أخرى؟ حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية لم يتم إختيارها من عناصر حركتي فتح وحماس فقط أو عن طريق المحاصصة للفصائل الفلسطينية المختلفة وإنما كان المعيار هو الكفاءة وليس الإنتماء السياسي فهي حكومة تكنوقراط وليست حكومة إتفاق.