قالت وكالة الأنباء السورية إن العملية الإرهابية الأخيرة التى استهدفت الجنود المصريين فى سيناء لا تفيد أحدًا سوى إسرائيل، وأشارت إلى أن تلك العملية من الواضح أنها مدعمة إسرائيليًّا لقتل الجنود، بينما رأت جريدة النيورك تايمز الأمريكية أن ذلك الحادث الإرهابي يدل على دخول عناصر من قوات داعش إلى سيناء وانضمامها تحت لواء جماعة أنصار بيت المقدس، وقالت إن التطورات الجديدة فى تكتيكات الإرهاب مشابهة تماماً لما يقوم به داعش. "البديل" رصدت آراء السياسيين عن احتمالية تورط الكيان الصهيوني كداعم للإرهاب، أو دخول قوات داعش إلى سيناء بالفعل.. يقول محمد أبو العلا رئيس الحزب العربي الديمقراطي الناصري إنه من الممكن أن تكون كافة الاحتمالات صحيحة بالنسبة للعملية الإرهابية الأخيرة فى سيناء، فأمريكا هي من صنعت داعش وهي التى ترعى الصهاينة والجميع لهم علاقة ببعضهم بعضًا، كما أن قوى الإرهاب فى العالم كله أصبحت على اتصال ببعضها، وتشابه العمليات وتوقيتاتها تثبت ذلك، مشيراً إلى أنه سواء أمريكا أو الصهاينة أو الإرهاب، فكلهم يشتركون فى نفس الرغبة وهي عدم تقدم مصر فى أى مجال بعد 30 يونيو وإسقاط مخططاتهم لتمكين الإخوان من الحكم. وأضاف "أبو العلا" أن "أي متابع للأوضاع يستطيع أن يعرف أن هناك أيادي خارجية ساندت ومولت ودربت العملية الإرهابية الأخيرة كما قال الرئيس السيسي، لأن ما حدث مؤخراً هو شغل مخابراتي على مستوى عالٍ من بعض الدول أو الجماعات التى تعادي مصر، والسيسي قال إن هناك جهة أجنبية ولم يخصص؛ لأن بعض الأشياء لا يمكن الإعلان عنها، وتترك التحقيق فيها للأجهزة المعنية بذلك، ولكنه أكد أيضاً أن مصر سيكون لديها رد على ما حدث، وأعتقد أن هذا الرد سيكون فى الوقت المناسب، وسيعلن عنه فى حينه". وأكد محمد بيومي أمين عام حزب الكرامة الشعبي الناصري أن "القوات المسلحة وحدها هي التى من المنوط بها تحديد الجهات الخارجية التى دفعت بهذا الحادث الإرهابي فى سيناء، ولكن تقديري أن هذه العمليات مدعومة من الخارج، سواء من حيث شكل الإمكانيات الجديدة، أو التقنية المتبعة، وتستطيع أن ترى الأيدي الخارجية بوضوح فى مثل هذا الحادث، كما تستطيع أن تربط الحادث بحوادث أخرى تحدث سواء فى سوريا أو العراق أو اليمن أو ليبيا، وترى أنها سلسة واحدة لا تختلف"، مشيراً إلى أن الإرهاب قد يظهر أمام العالم أنه يحقق انتصارات، ولكن فى الحقيقة هذه الانتصارات ليست سوى "لا شيء" طالما الجيش المصري صمد وبقي على قوته، وهو الجيش رقم 13 على مستوى العالم والأقوى عربيًّا وإفريقيًّا، كما يجب أن يحافظ على كفاءته وحداثته وتدريبه العالي. وأضاف بيومي أن الجيش المصري بدون مبالغات هو أمل تلك المنطقة من العالم فى أن تصمد وأمل الدول العربية في الا تسقط وتتقسم، ونذكر أنه في 23 يوليو عندما قامت مصر بثورتها لم يكن الوضع العربي أفضل من الآن، بل كان أسوأ وكل الدول محتلة، وعندما قامت مصر على يد جيشها، قامت معها كل الدول العربية ونمت حركات التحرر فيها، بل وفي دول العالم النامية كلها، لذلك فالمراهنة على مصر وإسقاط جيشها كبيرة، ومراهنتنا نحن على الصمود أكبر، قائلاً "لا أعرف لماذا لا يتم دراسة أمر التهجير المؤقت لأهالي سيناء بشكل جدي مع وضع كافة الضمانات لأهلنا أن أرضهم فى الحفظ، وذلك تسهيلاً للدخول المباشر فى حرب وجهاً لوجه مع الإرهاب؟ وأعتقد أن ذلك يعطي لمصر وجيشها الأفضلية وينهي الأمر فى وقت أقصر وبطريقة أسهل". وحول المخاوف ورفض البعض لعملية التهجير قال "فى كل الأحوال أهالي سيناء مضطهدون من الإرهابيين ويعانون من العنف اليومي الذي يشاهدونه، ومصالحهم دائماً فى خطر بسبب الإرهاب، كما تم قتل العديد منهم من قبل الإرهابيين الذين اتهموا بعضهم بالتخابر مرة مع إسرائيل ومرة مع الجيش المصري، وأعتقد أنه فى حالة الاتفاق وديًّا معهم على أن يذهبوا إلى أي مكان برعاية كاملة من الشعب المصري والقوات المسلحة سيكون ذلك أفضل لهم لأنهم سيعودون فى وضع أفضل وتأمين أعلى وسلام لهم ولأبنائهم، مشيراً إلى أن مصر لديها تجربتها فى تهجير أهالي النوبة من أجل مشروع قومي عملاق مثل السد العالي، وأيضاً تهجير أهالى مدن القناة عقب حرب 1967 لإعادة إعمار هذه المدن، وكان الأمر مقبولاً من الجميع، وقامت به الدولة على أكمل وجه. ويقول أحمد الكيال القيادي بجبهة الشباب الناصري إن ما يحدث يشير إلى تورط دول عربية مساندة للإرهاب، وتسهيلات إسرائيلية للإرهابيين، وتعاون الإرهابيين فيما بينهم، كما أن بشاعة الأحداث الأخيرة تؤكد أن الإرهاب يتطور ويطور من نفسه بخطى ثابتة، بينما الدولة المصرية لم تواجه هذا التطور أو تحسب له حسابًا، وكان يجب أن يتم اتخاذ كافة التدابير اللازمة؛ حتى لا يحدث ذلك، وضبط كافة الجناة والإرهابيين. وأكد "الكيال" أن الجيش المصري ليس ضعيفاً ولديه القدرة على المواجهة مع الإرهابيين بشكل لا يتصوره أحد، ولكن هناك بعض العراقيل التى تعوق عمله، منها اتفاقية كامب ديفيد، وحساسية الحدود الملاصقة لقطاع غزة، والجبال الوعرة، ووجود الأهالي فى سيناء واختباء الإرهابيين بينهم أحياناً، وتلك الأمور يجب أن توضع فى الحسبان جيداً، ويتم العمل على دراسة كيفية مواجهتها، متسائلاً عن تكنولوجيا التصوير بالأقمار الصناعية التى قد تمكن مصر من رؤية كافة الأماكن وتحركات الإرهابيين من خلال التكنولوجيا الحديثة، وكيف لا يحدث ذلك وتتخذ كافة الإجراءات الاحترازية.