في أحدى الوقائع الكارثية المؤسفة التي مرت بحياة المصريون، استهدفت عناصر تابعة للجماعات الإرهابية المسلحة لمدرعتي جيش بشمال سيناء وتفجيرهما، مما أودى بحياة أكثر من 30 من ضابطًا ومجندًا، وإصابة العشرات، وقد استنكرت كافة الأحزاب والحركات الثورية الحادث المروع، وندد العديد من الإعلاميين والسياسيين بالتفجيرات ومنفذيها، مطالبين الدولة بتحمل مسئوليتها وسرعة ضبط الجناة، وداعيين للشهداء بالرحمة ولأهليهم بالصبر والسلوان. فأكد الأزهر الشريف أن مصر كلها بشعبها وقيادتها وأزهرها تقف خلف قوَّاتها المسلَّحة والشرطة في حماية الوطن والدفاع عنه ضد البغاة والمارقين. كما أعرب الأزهر الشريف، في بيان له مساء أمس، عن كامل الأسى والحزن يَنعِي الأزهرُ الشريف شُهَداء الحادث الأثيم الذي فُجِعنا به اليوم، والذي استهدفت فيه مجموعةٌ من الإرهابيين ممَّن لا دِين ولا خلاقَ لهم جنودَنا البواسل من أبناء القوَّات المسلحة المرابطين بالنِّقاط الأمنية بسيناء. وأشار الأزهر الي أنَّ أرواح شهداء الواجب الوطني لن تذهب سدى، مشددا على السلطات وأجهزة الدولة المعنيَّة ضرورةَ تعقب هؤلاء الجناة؛ خونة الدين والوطن، وتقديمهم للعدالة الناجزة. من جهته، أدان الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، رئيس حزب مصر القوية، حوادث التفجيرات التي هزّت أرجاء شمال سيناء أمس الجمعة. وقال «أبو الفتوح» عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، «رحم الله أبناءنا الذين قتلهم الغدر التكفيري الأسود في سيناء»، مضيفًا: «مصر ستنتصر على الإرهاب المدعوم من الصهاينة وأعوانهم». ومن ناحيه أدان الدكتور مصطفى حجازي، المستشار السياسي لرئيس الجمهورية السابق، تفجيرات شمال سيناء التي حدثت مساء أمس الجمعة. وقال «حجازي» عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، صباح السبت، «لن نقبل العزاء في الشهداء المغدورين، وفي كل مصري قُضي بيد الغدر قبلهم، قبل أن نقتص للوطن ممن يتوهمون استباحته» في السياق نفسه ، نعي عمرو موسى، رئيس لجنة الخمسين، شهداء القوات المسلحة الذين سقطوا اليوم، في التفجير الذي استهدف مدرعتين جنوب غرب الشيخ زويد. وقال موسى، في بيان نشره على صفحته بموقع "فيس بوك: "يستمر تساقط شهداء الوطن ضحايا لجرائم الإرهاب، وآخرها هذه الجريمة الشنعاء في سيناء، والتي أودت بحياة العشرات من المواطنين المصريين. وأضاف موسى أن قوى الإرهاب في المنطقة تتواصل فيما بينها في محاولة لبسط سيطرتها الإجرامية على المنطقة ونشر الفوضى والتطرف، ومحاولة زعزعة الاستقرار فيها، وتابع : "مصر وهي تتجه لأن تكون جزيرة من الاستقرار في منطقة شديدة الاضطراب، مدعوة للوقوف صفا واحدا وبحسم أمام الإرهاب الذي يهددها في أكثر من مكان". فى حين صرح المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، إن الشعب المصري، وجميع شعوب الأرض المحبة للسلام، تصطف في جبهة واحدة لمحاربة الإرهاب بكل أشكاله، مشددًا على أن المصريين منذ قيامهم بثورة 30 يونيو بدأوا حربهم ضد الإرهاب ومستمرون في هذه الحرب، ويدفعون الثمن من دماء أبناءهم وأرواحهم. ونعى محلب، في بيان لمجلس الوزارء، شهداء الوطن الذين راحوا ضحية عمل إرهابي خسيس، أمس الموافق 24 أكتوبر، في شمال سيناء، مشيرًا إلى أن الدولة ستتخذ إجراءات حاسمة في هذه الفترة في مواجهة هذه الحرب القذرة، معلنًا أنه لا مهادنة مع أعداء الأديان وخائني الأوطان. وأضاف: "لن توقفنا هذه الممارسات الإرهابية الحقيرة عن استكمال خارطة الطريق التي اختارها جموع الشعب المصري العظيم منهجًا له، وسنضرب بيد من حديد، بل سنقطع كل يد تحاول تعطيل مسيرة الوطن، داعيًا جموع الشعب المصري العظيم، إلى مواصلة الالتفاف خلف قيادته السياسية، وجيشه، وشرطته، وشحذ الهمم في حربهم ضد الإرهاب، وكل أشكال العنف والتطرف". كما نعى أيمن نور، مؤسس حزب غد الثورة، الشهداء الذين سقطوا، في حوادث التفجيرات التي شهدتها شمال سيناء. وقال «نور»، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إن «غد الثورة ينعي ببالغ الحزن شهداء مصر الأبرار، الذين قضوا إثر مجزرة إرهابية بمنطقة سيناء»، متمنيًا لأسر الشهداء أن يُنعم عليهم بالصبر والسلوان. من ناحيته ،أبدى خالد داوود، المتحدث الرسمي باسم حزب الدستور، تعجبه بسبب تكرار حوادث الإرهاب، رغم إعلان الدولة سيطرتها على كافة الأحداث. وتساءل «داوود» عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، مساء الجمعة، «عندما تتكرر حوادث الإرهاب، وقتل الجنود في سيناء بالعشرات، بينما تؤكد البيانات الرسمية أن الوضع تحت السيطرة، ألا يحق لنا أن نطالب بالمحاسبة؟». أما محمد سامي رئيس حزب الكرامة، قال إن الدولة يجب أن تعد خطة لمواجهة الإرهاب، يكون فيها الشعب المصري طرف أصيل وفعال، مضيفا: «لا يجب أن نكتفي كمواطنين وكأحزاب بالمؤتمرات وبيانات الإدانة». وأضاف خلال مداخلة هاتفية لفضائية «أون تي في لايف»، الجمعة، أن المشاركة المجتمعية في مكافحة الإرهاب، يجب أن تكون تحت إشراف القوات المسلحة، وخاضعة للرقابة المستمرة، متابعا: «البحث عن القنابل والتعامل معها، لا يجب أن يكون مسؤولية الأمن فقط». وتابع: «أنا سأمت بيانات الإدانة والشجب والوعيد، ولابد من البحث على خطط بديلة ومتطورة». في حين نعى المتحدث الرسمى لحزب التحالف الشعبى الاشتراكى، شهداء الواجب من الجنود والضباط الذين لقوا ربهم أمس الجمعة، جراء اعتداءات غادرة جبانة من جماعات الإرهاب الأسود. وأكد المتحدث الرسمى للحزب، فى بيان منذ قليل، أن مثل هذه الأعمال لن تنال من عزيمتنا على مواجهة الإرهاب وقدرتنا على هزيمته، مشدداً على ضرورة اليقظة الكاملة واستخلاص الدروس اللازمة ومحاسبة المقصرين وعقابهم حتى تتراجع مثل هذه الهجمات المجرمة. في الجهة نفسها ، وقال حمدين صباحي، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، إن مواجهة الإرهاب واجب أخلاقى ووطنى على كل مصرى، ويتطلب وحدة كل المصريين دفاعا عن الشعب والثورة والدولة. وأضاف "صباحي" في تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" مساء اليوم الجمعة، أننا: "نحتاج استراتيجية وطنية شاملة لدحر الاٍرهاب تحكمها رؤية فكرية سياسية وتشمل مهام سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية وثقافية وتعليمية وإعلامية". وتابع أن "استراتيجية دحر الاٍرهاب لا تتضح وتطبق بكفاءة إلا فى إطار اتفاق وطنى على بناء دولة العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية" . من جانبه، أكد الفنان محمد صبحي، ضرورة قيام الدولة بإعلان الحرب على منطقة شمال سيناء، واعتبارها «منطقة حرب». وأضاف خلال مداخلة هاتفية لقناة CBC، مساء أمس، أن تصريحات البعض بوجود تقصير أمني في شمال سيناء، ما أدى للانفجارات التي وقعت اليوم غير مقبول، فمن نتحدث عنهم يضحون بأرواحهم كل يوم من أجل سلامة الوطن والمواطن. أما قال الشيخ مظهر شاهين، إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، إنه علي استعداد لمساعدة القوات المسلحة في حربها على الإرهاب، مشيراً الي أنه وكل دعاة مصر على استعداد لأن يتواجدواعلى الحدود بالزي العسكري للدفاع عن والطن، حتى لو تتطلب الأمر أن يتركوا أعمالهم. وطالب شاهين خلال مداخلة هاتفية لقناة أون تي في، مساء أمس، بمحاكمة الإرهابيين المتورطين في العمليات التى تشهدها مصر محاكمة عسكرية، متسائلًاً: «لماذا يُحاكم هؤلاء الإرهابيون مدنيًا بالمخالفة للدستور؟». جدير بالذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أصدر قرار بإعلان حالة الطوارئ في سيناء لمدة 3 أشهر بدءا من الخامسة صباح السبت، كما أعلنحالة الحداد العام في جميع أنحاء مصر لمدة ثلاثة أيام حداداً على أرواح الضحايا، وذلك اعتباراً من السبت وحتى غروب الاثنين القادم.