محمد سيف الدولة : نحن لسنا في احتياج لهذه الرسالة لكي نعلم أن هناك انحيازا رسميا مصريا الى اسرائيل في العدوان الذي تم على غزة في الأسابيع الماضية . روت فسرمان لاندا الذي سبق وعملت في السفارة الإسرائيلية بالقاهرة بين الأعوام2003 – 2007 ومستشارة شيمون بيريز ،قد كتبت رسالة موجهه للرئيس عبدالفتاح السيسي بدأتها ب "سيدي الرئيس" قالت إنه أذهل الإسرائيلين برجاحة عقله، في القضاء على الإرهاب، ودعم خطط اقتصادية جديدة، وكذلك في محاصرة العنف ضد النساء وزيارة المتضررات من التحرش الجنسي. كما امتدحت الدبلوماسية الإسرائيلية الشابة في مقال بصحيفة "يديعوت أحرونوت" حمل عنوان "يا سيسي شعب إسرائيل معك..رسالة مفتوحة للرئيس" خطاب السيسي في مؤتمر إعمار غزة، وتوجه بشكل مباشر للإسرائيليين، وختمت مقالها المثير للجدل بالقول "أشد على يدك وأتلو صلاة لحفظ وتعزيز العلاقات بين دولتينا وبين شعبينا". علق على هذه الرسالة محمد سيف الدولة قائلا أن مجموعة من المثقفين العرب يتعاملوا مع الاسرائليين بحظر شديد لأن الصهاينة جميعهم أعضاء في جهاز استخباراتي . وأشار الى الرسالة قائلا أنها من الممكن أن تكون صادقة وربما يكون لها أيضا أهداف مغرضة ولا يجب أن نبني أفكارنا على مقال هنا أو هناك . وتابع أن القضية االتي تثير اهتمام الكثير والتي تشغل الرأي العام هي موقف الرئيس الحالي لمصر عبدالفتاح السيسي من قضية الصراع العربي الصهيوني وقضية فلسطين ، متابعا أيضا أن السؤال الذي يستنتج من الرسالة هو هل يمكن أن نأخذ هذه الرسالة دليلا على أن العلاقات بين مصر واسرائيل أصبحت علاقات حميمة حقا وأن السيسي هو كنز اسراتيجي كبير لاسرائيل . نحن لا نحتاج تصريحات هذه الناشطة بل نحتاج الموقف الرسمي المصري على امتداد العام الماضي من قضية فللسطين ومن اسرائيل والي يبدو موقفا واضحا فهو موقف ينحاز الى الموقف السرائيلي ضد قضية فلسطين والدليل على ذلك أولا: هو أن النظام المصري قام لأول مرة في التاريخ المصري الحديث باغلاق الأنفاق بين مصر وغزة مع اغلاق المعبر في ذات الوقت، اغلاق الأنفاق مع فتح المعبر مشروع ومطلوب أما غلق الاثنين معا فهي سياسة لم يقم بها مبارك نفسه ففي عهده كانت الأنفاق مفتوحة . ثانيا: أنه بدأ أن يكون هناك حملة لشيطنة كل من هو فلسطيني على مدار السنة الماضية وأصبح العدو هو الفلسطيني والاسرائيلي هو الصديق . ثالثا: أنه أثناء العدوان الصهيوني على غزة الذي أغضب كل الرأي العام العالمي وقف النظام الرسمي واعلامه موقف سيء جدا يدين المقاومة الفلسطينية التي كانت تتعرض للقتل والقصف في ذلك الوقت لأنها رفضت المبادرة المصرية بدلا من أن يدين العدوان الصهيوني على غزة اذ كانت البرامج المصرية لا تقترب من العدوان الصهيوني وانما تدين الضحايا لأنهم تجرءوا ورفضوا المبادرة المصرية , رابعا: أن الجماعة في البنتاجون عندما صرحوا باعطاء مصر طائرات الأباتشي قالوا أنهم سيعطونها لأنها تحفظ الأمن المصري الاسرائيلي الأمريكي اضافة الى أن السيسي تحدث في حديثه مع الاعلاميين المصريين منذ أكثر من شهرين أن السلام المصري الاسرائيلي أصبح في وجدان كل المصريين وأثناء العدوان أعد خطابا تحدث الى الجمهور دون استخدام تعبير "العدوان" في خطاب بل ذكر "النزاع" وتحدث كأنه على حياد بين الطرفين وردد نفس كلام السادات ومبارك بأن مصر دفعت كثيرا للفلسطينيين وتحدث عن المشكلة كأنه يتحدث عن مشكلة المرور في جزر القمر وكان موقفا غريبا . وأخيرا في مؤتمر اعمار غزة كان الموقف المصري والأمريكي والأوروبي وموقف السلطة الفلسطينية متطابق مع الموقف الاسرائيلي بأن شرط الاعمار هو تسليم غزة الى السلطة الشرعية "أبومازن" وهي سلطة أوسلو التي نزعت سلاح المقاومة في الضفة الغربية ويردون أن يسلموها غزة لكي تنزع سلاحها أيضا كشرط للاعمار وبالتالي فان الموقف المصري يصر على نزع السلاح من غزة . وأردف أن هذه بضعة اشارات دالة على أن الموقف الرسمي المصري في العام الماضي هو موقف مناقد تماما للثوابت الوطنية المصرية والثوابت الوطنية الفلسطينية والثوابت العربية الوطنية واصفا السيسي أنه ابن أصيل وابن مخلص لاتفاقية السلام المصرية الاسرائيلية ، بينيامين نيتانياهو في بيان انهاء العدوان قال لأول مرة أن هناك الدول العربية الكبرى في المنطقة تتفق معنا في رفضها لحماس وتدعمنا في هذه المسألة وقال أنه ليس صحيحا بما كان يقال من أن السلام بين اسرائل وفلسطين هو الطريق للعلاقات الاسرائيلية العربية وانما العكس صحيح وأن البلدان العربية كان يقصد بها مصر وحينها السعودية أدركت أن اسرائيل ليست عدوها . وأكد أن الاشارات كثيرة وبالتالي نحن لسنا في احتياج هذا الكلام "الرسالة" من المستشارة لسابقة ل "بيريز" لكي نقيم الموقف الرسمي المصري وانما الموقف الرسمي المصري واضح وضوح االشمس . وختم حديثه حول جلسة مجلس الأمن "الثلاثاء" للصراع الفلسطيني الاسرائيلي وحالة الشرق الأوسط اذ جاءت أيضا كلمة المندوب المصري مستخدما خلالها تعبير النزاع ولم تستخدم تعبير العدوان وهذا يكفي .