لا يوجد دوري في العالم يحمل من الإثارة والمتعة والتشويق ما يقدمه الدوري الإنجليزي الممتاز في كل أسبوع، ولكن ما شهده لقاء اليوم بين كوينز بارك رينجرز وليفربول هو شيء لا يصدقه عقل ولا يقبله سوى منطق البريمييرليج. ليفربول فاز 3-2 على رينجرز متذيل جدول الترتيب على أرضه لوفتس رود في لندن، وحتى الآن هذا خبر عادي وفوز ليفربول أمرا متوقعا، أما الأمر غير العادي هو السيناريو الذي شهده اللقاء والطريقة التي فاز بها ليفربول، ما يضع تلك المباراة ضمن سلسلة طويلة من المباريات الإنجليزية الخالدة. بدأت المباراة بطريقة غير متوقعة حيث كان رينجرز هو الأفضل والأقوى والأكثر حماسا وحرصا على الانتصار، وانتهى الشوط الأول سلبيا بعد أن حرمت عارضة مينوليه أصحاب الأرض من هدفين محققين. وفي الشوط الثاني نشط ليفربول نسبيا وازدادت الفرص وتكفل الإيطالي المشاغب بالوتيلي بإهدار كل ما أتيح من فرص لليفربول وكأن متعمد أن يخسر الفريق، وكانت أقرب تلك الفرص هو الكرة المرتدة من الحارس بعد تسديدة لالانا لتسقط أمامه داخل منطقة الست ياردات والمرمى خالي إلا أنه أطاح بها في المدرجات في مشهد لا يصدق. توالت الفرص والإثارة هنا وهناك حتى جاءت الدقيقة 67 عندما انطلق جونسون بكرة من الجبهة اليمنى ومرر أرضية عرضية قوية حولها المدافع الأيرلندي ريتشارد دان في شباك فريقه، مواصلا تحطيمه للرقم التاريخي الذي يحمله كأكثر لاعب يسجل بالخطأ في شباك فريقه في تاريخ الدوري الإنجليزي وبلغت الأهداف التي هز بها شباك فرقه في مانشستر سيتي وأستون فيلا وكوينز بارك رينجرز 12 هدفا. هدأت المباراة نسبيا بعد الهدف وبدا ليفربول متحكما في الأمور وقادرا على الحفاظ على التقدم حتى صافرة النهاية، إلى أن شارك التشيلي فارجاس بدلا من زامورا في الدقيقة 80 وازدادت حدة هجمات رينجرز وتألق مينوليه في الذود عن مرماه. ومع الدقيقة 87 يتمكن فارجاس من معادلة النتيجة بعد كرة جماعية جميلة بدأها بنفسه وأنهاها في الشباك بقوة. ازداد الحماس وضغط رينجرز أكثر من أجل الفوز الذي كاد أن يأتي ولكن هجمة فارجاس اردتدت سريعة قادها ستيرلينج وراوغ مدافعين في وسط الملعب وأرسل كرة لجيرارد الذي صنعها لكوتينيو ليتكفل الأخير بوضعها في المرمى بتسديدة أرضية قوية سكنت الزاوية البعيدة لحارس رينجرز في الدقيقة 90. تقدم ليفربول لم يدم سوى دقيقة أو أقل عاد بعدها فارجاس وحول ركنية متقنة من القائم الأول تخطت خط المرمى وأعلنت التعادل مجددا لرينجرز وسط ذهول كل من في الملعب وحالة جنون أصابت الجميع. وفي الدقيقة 94 وأثناء استعداد الحكم داود لإطلاق صافرة النهاية بالتعادل أرسل كوتينيو بينية أرضية لستيرلينج الذي استغل سرعته وانفرد بالحارس وحاول إرسالها لبالوتيلي إلا أن المدافع كاولكر تدخل ووضعها بنفسه في مرمى فريقه ليهدي ليفربول انتصارا لم يكن ليحلم به، ويضيع على فريقه نقطة على الأقل كان يستحقها وتعب من أجلها كثيرا. بهذه النتيجة رفع ليفربول رصيده إلى 13 نقطة قافزا للمركز الخامس، وتجمد رصيد رينجرز عند 4 نقاط في المركز ال20.