لم يكن خبر استشهاده سهلاً، فقد تلقاه من يعرفونه بالصدمة ومن لا يعرفه بالحزن على خيرة شباب الوطن، فهو أول شهيد سقط فى المذبحة التى نصبت أمام مبنى ماسبيرو والتى عرفت إعلاميًّا ب "مذبحة ماسبيرو" بعد قنصه من أفراد الشرطة العسكرية المتواجدة. عرفت بطيبته وحبه الشديد للوطن وشغفه واهتمامه بإصلاح حال الفقراء ببلدنا. لقب ب "جيفارا مصر"؛ لأنه عاش بطلاً ومات غدراً باحثًا عن الحق.. إنه الشهيد "مينا دانيال" عضو حركة شباب من أجل العدالة والحرية. أمس مرت ثلاث سنوات على مذبحة ماسبيرو وما زالت المطالبة بالقصاص لم تتوقف، حيث إن الجانى أفلت من العقاب، بل وكرم، ومينا وغيره من شهداء المذبحة ضاعت حقوق دمائهم وحقوق أحلامهم فى المواطنة والحرية ودولة مدنية حقيقية قائمة على العدل والمساواة، رغم مرور ثلاث سنوات على الذكرى، إلا أن أحباءه ورفقاء الميدان قرروا أن يتركوا له عددًا من الرسائل فى ذكرى استشهاده؛ لعلها تغفر لهم ضياع حق الدم والقصاص. وعن ذكرى استشهاده يقول "محمد صلاح" المتحدث الإعلامى لحركة شباب من أجل العدالة والحرية "إننا فى حالة من الأسف الشديد ليس لمينا فقط ولكن لشهدائنا الأبرار. إننا حتى الآن لم نستطع أن نعيد حقهم أو على الأقل نحقق حلمهم، فبعد أحداث مرت فى صراع بين دولة الاستبداد وخيرة شباب الوطن دفعوا دمهم ثمناً للحرية والحق، عادت هذه السلطة من جيد وكأن شيئًا لم يكن". وتابع "فاليوم نرسل لمينا شهيد حركتنا رسالة اعتذار عن ضياع حقهم، نعتذر لك عن وجود من يتحدث باسمه ويهدر حق دمه من القاتل. نعتذر لك لأن المجلس الذى تسبب فى هذه المذبحة اليوم، منهم من كرم بالمناصب فى الدولة بدلاً من محاكمته. نعتذر ونؤكد لك أنك من أشرف وأنقى ما أنجبت مصر". ومن جانبه قال "زيزو عبده" عضو مؤسس بجبهة طريق الثورة "بعد استشهادك أصبحت رمزًا للثائر الحق. ما أحوجنا إليك اليوم فى أصعب مراحل الثورة .نريد نقاء أمثالك، فالقتلة كرموا ومدعو الثورية يتاجرون بكم اليوم. أنت بالتأكيد فى مكان أفضل عما نحن فيه. أنت فى مدينة الشهداء ونحن ما زلنا نعافر حتى لا تكون ثورتك فى طى الكتمان". وفى نفس السياق أرسلت حركة الاشتراكيين الثوريين رسالتها عبر "محمود عزت" عضو المكتب السياسى الذي قال "في ذكرى استشهاد الثائر مينا دنيال الجميع تآمر عليك من أجهزة الدولة والقضاء والمؤسسة الدينية. ما زال القاتل طليقًا، مع العلم بأن الجميع يعرفونه، وهو المجلس العسكري الذي أطلق الرصاص والإعلام الذي حرض على الأقباط والقضاء الذي أفرج عن كل رموز النظام السابق". وتابع "والآن في ذكرى استشهادك النظام الحاكم يحاول جاهداً أن يمحو أي ذكر لاسمك أو شهداء مذبحة ماسبيرو؛ بالطبع لأنك رمز من رموز الثورة، وسلطة الثورة المضادة الآن تمحو كل أثر لثورة 25 يناير، ولكن رغم ذلك سوف نستمر في الدفاع عن الثورة التي استشهدت من أجلها، وإن كانت ذكراك اليوم يحاول النظام محوها، فمع استمرار النضال من أجل الثورة سوف تتحول كل ميادين مصر إلى أسماء الشهداء لتخلد ذكراهم". وعن رسالة حزب الدستور قال أحمد الشاهد عضو الهيئة العليا للحزب "آسفين يا مينا. الرسالة لم تصل بعد، ما زالت الأنظمة تعمل بمبدأ فرق تسد، وزرع بذره الاضطهاد بين المواطنين لزلزلة الجموع حول القضية الأساسية التي قامت من أجلها ثورة يناير وهي العدالة والكرامة الإنسانية والحق في المواطنة". وأضاف أن "ما حدث في جبل الطير في المنيا ليس إلا امتدادًا لأحداث ماسبيرو الأليمة مع اختلاف نهج الإعلام والدولة والأجهزة الأمنية، ونحن اليوم كحزب الدستور في الذكرى الثالثة من مذبحة ماسبيرو، نقدم التعازي لكل المصرين إثر هذا الفعل الذي راح ضحيته أكثر من 25 مواطناً مصريًّا، وما يزيد من جراح هو عدم تحقيق العدالة من الأجهزة الأمنية والمسئولين المباشرين بالدولة ووسائل الإعلام التي لعبت الدور الرئيسي في تصعيد المشهد إلى أقصى حد ممكن. آسفين يا شهيد الرسالة لم تصل بعد".