ضنت محافظة البحيرة على ابنائها الذين استشهدوا خلال ملحمة اكتوبر 1973بالحفاظ على ذكراهم العطرة، فقد توافقت جهود كل المسئولين على محو أسمائهم من ذاكرة الوطن. هذا ما شعر به أبناء الشهداء حين عبروا عن غضبهم منذ قرر عثمان عسل محافظ البحيرة الأسبق عام 2006 إزالة النصب التذكارى للجندى المجهول والذى كان قد أقيم بميدان المحطة بدمنهور فى نهاية السبعينيات وحفرت على جدرانه أسماء الشهداء من أبناء البحيرة، حيث قرر عسل إزالته فى إطار خطة لتطوير الميدان واستبدال النصب بتمثال للإمام محمد عبده، ويتحول إلى ميدان محمد عبده، ويتم إقامة نصب تذكارى للشهداء فى ميدان "جلال قريطم"، ولم يكتب على جدرانه أسماء الشهداء، ومع الوقت فقد النصب التذكارى الجديد أية ملامح لقيمة النصب، وتحول إلى ملهى للأطفال وجدار للدعاية يستخدمه المرشحون للصق دعاياتهم فى مواسم الانتخابات. وهذا العام ونحن نحتفل بالذكرى 41 لنصر أكتوبر لم يتذكر مسؤلو البحيرة عشرات الشهداء الذين قدموا حياتهم لنحيا مرفوعى الرأس. يقول "محمود عبد الرازق" أحد أبطال حرب أكتوبر إن النصب التذكارى للشهداء كان الشيء الوحيد الذى يثبت لنا أن الدولة تقدر زملاءنا الشهداء على جبهة القتال وفى معركة التحرير، وللأسف فإن عبث المسئولين بلغ ذروته عندما قرر أحد المحافظين هدم النصب الذى كان أيقونة داخل مدينة دمنهور، مشيرًا إلى أن النصب الحالى يمثل إهانة لأرواح الشهداء. ويروى "مصطفى العسكرى" مدير عام سابق بمحافظة البحيرة قصة إزالة النصب قائلاً "إن العشوائية وغياب التخطيط والمشاركة المجتمعية سمة معظم المسئولين فى محافظة البحيرة"، ويضيف أن "عثمان عسل محافظ البحيرة الأسبق قرر تطوير ميدان المحطة، وقامت الشركة المنفذة بهدم النصب التذكارى للشهداء، وقامت بإنشاء نصب بلا أية رمزية فى ميدان يحمل اسم جلال قريطم، وهو لاعب كرة سابق من أبناء البحيرة"، وأكد العسكرى أن أرواح الشهداء كانت تستحق تقديرًا أفضل بكثير، وللأسف لم نجد فى حينها نوابًا أو أعضاء بالمجالس المحلية يعترضون على ما تم.