"فين العيد؟!" تساؤل كثيراً ما أثير خلال أيام عيد الأضحى المبارك، بحثاً عن مظاهر العيد، حيث فوجئ المواطنون بقلة أعداد المتواجدين بالشوارع والمتنزهات العامة نهاراً، بينما فضل المواطنون الخروج في ساعات متأخرة، بعد انزواء أشعة الشمس القاسية عن سماء الإسكندرية، حيث تكتظ الشوارع بالوفود استمتاعاً بعطلة العيد. وتتجلى مظاهر الاحتفال ليلاً في أكثر المناطق اشتهاراً بالإسكندرية، وغير المكلفة أيضاً، والتي يحوز فيها كورنيش البحر بطوله النسبة الأكبر بين الشباب والأسر التي فضلت قضاء ساعات على الصخور للاستمتاع بالبحر، مع تناول المسليات الأكثر شهرة من ترمس وحمص الشام وذرة مشوية ولب، فضلاً عن غزل البنات والفريسكا، وهو ما ساهم إلى حد كبير في حدوث تكدس وشلل مروري في تلك المناطق. وفضل شباب آخرون قضاء أوقاتهن الممتعة في المقاهي الشعبية أو الأكثر تحضراً "كافيهات" ليجدوا أنواعاً أخرى من التسلية كالطاولة والدومينو والشطرنج، بجانب المشروبات على مختلف أنواعها، ليكون موسم حصاد وجني الأموال بالنسبة لأصحاب تلك الأماكن. وفي منطقة محطة الرمل الأكثر شعبية بين المواطنين افتتحت حديقة ميدان سعد زغلول بعد غلقها إثر عمليات ترميم للتمثال الذي يتوسط الحديقة الكبيرة، ولكنها ظلت مغلقة لعدة أشهر ليقضي فيها المواطنون أوقات المرح وسط أطفالهم مع حلول أول أيام عيد الأضحى المبارك، والتي امتلأت حتى آخر أيامه لهذا العام. واستغل البعض فرحة العيد لتكون فرحتين، حيث أرجأ بعض التجار افتتاح محالهم ليتزامن مع حلول عيد الأضحى المبارك، لتكون فاتحة خير عليهم، في الوقت الذي استغل فيه البعض إجازة العيد وتواجدهم في بلد ساحلي، ليستمتعوا لساعات بقضاء أوقاتهم على الشواطئ المختلفة هروباً من حرارة الجو نهاراً، بينما خصص البعض إحدى ليالي العيد لمشاهدة أحد الأفلام المعروضة في دور السينما. والاحتفال بمنطقة بحري كان مختلفاً، حيث استغل الأطفال والشباب حديثو السن من الجنسين ساحات قلعة قايتباي لاستقلال الدرجات بمختلف أنواعها، ولم يخلُ العيد من أعمال الخير، فقام عدد من الشباب بعمل مبادرات لإدخال الفرحة في قلوب الأطفال بتوزيع "البلالين" على المارة منهم، وعمل احتفالات للأيتام باعتبارهم جزءًا من الوطن. ولكن "الحلو ما يكملش"، فالكمال لله وحده، ولذلك فإن العيد اقترن بعادة سيئة اعتادها البعض من الشباب والأطفال الذين اعتبروه موسماً للتحرش، ليقضوا وقتهم يلهثون وراء الفتيات اللاتي تعكرت فرحتهن بسبب تلك العادات، والتي لا تثنيهم عنها دوريات الشرطة المارة ليل نهار، فما زال التحرش موجودًا. ويعد آخر أيام عيد الأضحى هو الأكثر استغلالاً ليقتنص البعض ما تبقى من العطلة للخروج بصحبة الأصدقاء قبل استئناف الدراسة والعمل من جديد.