كتب : شريهان أشرف وسامي سعيد كانت ولا تزال ذكرى حرب أكتوبر مزيجًا من الأمل والألم، فتلك الحرب المجيدة أثبتت أن العرب قادرون عسكريًّا على التعامل مع الكيان الصهيوني وإبادته بشكل كامل؛ مما يعطي الأمل في مستقبل أفضل في إبادة ذلك الكيان المغتصب، في الوقت الذي يذكرنا بالواقع الحالي للصراع العربي الإسرائيلي وازدياده سوءًا. فالمفاوضات التى تلت حرب أكتوبر من الجانب المصري أعادت الأرض التي احتُّلت، والألم لدى البعض الآخر من أن تجربة التفاوض مع إسرائيل تشير حتى الآن إلى أن إسرائيل لا تريد سلاماً ولا حتى تسوية، بل إذلالاً واستسلاماً، من خلال الاتفاقيات التى عقدتها مصر بعد حرب أكتوبر، فهل بالفعل حان الوقت لإعادة النظر في تلك المعاهدات التى لا تفيد شيئًا لمصر سوى "السلام البارد"؟ عن ذلك يقول الدكتور محمد قدرى سعيد، رئيس وحدة الشئون العسكرية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن فتح ملف إلغاء اتفاقيات السلام التى أبرمت بعد حرب أكتوبر في الوقت الحالي سلاح ذو حدين، فهو أمر جيد وسيئ في نفس الوقت، مشيرًا إلى أن مخالفة مصر لمعاهدة السلام تعود بالضرر شعلينا؛ لأننا قد نجد أن إسرائيل أعلنت انسحابها من المعاهدة لعدم التزام الجانب المصرى بها، وهنا يكون لكل طرف حق التصرف كما شاء، ووقتها ستكون النتائج سيئة؛ لأن المشاكل بين الطرفين ستبدأ فى الظهور، وسيختفى الحوار الذى استمر على مدار أكثر من 30 سنة. وأوضح "سعيد" أن الحالة التي تمر بها مصر حاليًّا من الجانب الأمني تجعل في صالحها تعديل تلك الاتفاقيات، مشيرًا إلى أن السلام البارد بين مصر وإسرائيل لابد أن ينتهى، فالجميع يعلم أن إسرائيل كيان مغتصب لحق العرب، فليس من الضروري التعامل معه. وأكد رئيس وحدة الشئون العسكرية أن حرب اكتوبر تعيد إلى الأذهان ما فعله الجميع من أجل مصر ضد الكيان المغتصب، وهو ما يفتح موضوعًا في غاية الأهمية، وهو ضرورة التكاتف من أجل فلسطين مثلما فعل العالم العربي مع مصر. ومن جانبه قال أحمد بهاء الدين شعبان وكيل مؤسسي الحزب الاشتراكي المصري إن ذكرى حرب أكتوبر تعيد للأذهان لحظة انتصار مصر على العدو الصهيوني والقدرة على تحطيم أقوى حاجز واقتحام خط بارليف ورفع العلم المصري، موضحًا أن ذكرى حرب أكتوبر هي انتصار لصالح الإرادة المصرية بعد نكسة 76. وأكد "شعبان" أن الجميع عاش في حالة من النصر حتى قام السادات بتوقيع الاتفاقية المعيبة كامب ديفيد، مشيرًا إلى أن مصر فقدت كل شيء في اللحظة التى شهدت توقيع أولى اتفاقيات الصلح العربي مع العدو الصهيوني، متجاوزة شلالات الدم كمقدمة لعصر التطبيع العربي الإسرائيلي. وتابع وكيل مؤسسي الحزب الاشتراكي المصري أن الوعود التى وعدت بها إسرائيل مصر لم تحقق في عودة سيناء كاملة، موضحًا أنه منذ ذلك التاريخ وأصبح الكيان الصهيوني قوة عظمى محلية تفرض سيطرتها على العالم العربي. وطالب شعبان بضرورة إلغاء كافة الاتفاقيات التى بها سلام مع الكيان الصهيوني والتى أبرمت في عهد السادات، مشددًا على أن مصر كاملة ملك للمصريين، والجميع سوف يتحالف لنصرة العالم العربي وفلسطين. وقال اللواء عادل القلا رئيس حزب مصر العربي الاشتراكي إن ما حققته حرب أكتوبر من إنجازات يثبت قدرة العرب على قيادة حرب ضد الكيان المغتصب، مشيرًا إلى أن الصراع في أي مكان بالعالم وعبر التاريخ خياراته محدودة إما السلام وإما الحرب. وتابع "القلا" أن ما فعلته مصر حتى حرب 73 كان رائعًا، حيث أثبت الجنود قوتهم وشجاعتهم الباسلة في التصدى للعدوان الإسرائيلي على مصر، لكن حينما جاء السادات وحاول استرداد المناطق الباقية بالسلام، كان ذلك بداية الخطأ؛ لأنه أدخل مصر في مرحلة التطبيع مع الكيان الصهيوني.