بالرغم من تحذير بعض الخبراء بخطورة استيراد العجول من الخارج لحملها بعض الأمراض التى تسبب خطورة على الحيوانات المحلية وصحة المواطنين وأقاويل عن وجود أمراض بصفقة العجول التى دخلت مصر مؤخرًا والقادمة من أوروجواى وموت عدد كبير من الحيوانات، إلا أنه أعلن مجدى ملوك وكيل مديرية الزراعة بالإسكندرية أمس الأحد عن توزيع 200 عجل مذبوحة على جميع منافذ المحافظة بمناسبة قدوم عيد الأضحى، على أن يكون سعر الكيلو 55 جنيهًا للمستهلك. وقال المهندس أحمد البنا خبير الزراعة والمياه والدبلوماسية الشعبية بالسودان ومدير إدارة التدريب والعلاقات العامة وتسويق البرامج الزراعية بالإصلاح الزراعى سابقًا مدير إنه قام بمهاجمة المهندس مجدى ملوك وكيل وزارة الزراعة بالإسكندرية فى برنامج "أون لاين" المذاع بقناة الإسكندرية الأسبوع الماضى على الهواء مباشرة عندما أعلن أنه سوف يقوم بذبح بعض العجول القادمة من "أوروجواى" من أموال المنحة الإمارتية والمتواجدة فى مزرعة أبيس وبيعها للجمهور مع اقتراب عيد الأضحى بسعر 55 جنيهًا، معللاً أن ما يحدث يعتير غشًّا تجاريًّا واستنزافًا لأموال المواطنين بالإضافة إلى المغامرة بصحة البسطاء؛ لأن اللحوم هى المسئولة عن الأحماض الأمينية اللازمة لبناء جسم الإنسان. وأضاف البنا أنه من المتعارف عليه وما ينص عليه القانون أن يتم وضع الأبقار أو الماشية الحية المستوردة على وجه العموم بالحجر البيطرى لمدة شهرين متتاليين ويتم عمل الفحوصات البيطرية لها لضمان خلوها من الأمراض المتعارف عليها مثل "الحمى القلاعية والتسمم الدموى وحمى الوادى المتصدع والجلد العقدى "، ثم بعد ذلك يتم علفها من 6 إلى 9 شهور بأعلاف مصرية حتى يتم بيعها لحومًا بلدية وتأخذ الأختام الحمراء. وتابع البنا قائلاً إن المادة 79 من الدستور توجب على الدولة توفير الغذاء الآمن للمواطنين، مضيفًا أن تلك اللحوم التى ستباع فى منافذ مديرية الزراعة بالإسكندرية لابد وأن تأخذ الأختام السداسية البنفسجية ليعلم المواطن أنه يأكل لحومًا مستوردة ولكنها ذبحت داخل مصر، قائلاً "إذا أرادت الدولة أن تخفف العبء عن كاهل المصريين البسطاء فلابد من منع بيع تلك اللحوم بسعر 55 جنيهًا أولاً لأنها بأموال المنحة الإمارتية وثانيًا لأنها لحوم مستوردة ومبلغ 55 جنيهُا أكثر من ثمن استيرادها وحساب تكلفة تربيتها فى مصر إذا افترضنا جدلاً أنها بأموال وزارة الزراعة وليست بأموال المنحة الإمارتية. وطالب البنا أن يتم الكشف عن تاريخ وصول العجول من أوروجواى حتى نتأكد أن تلك اللحوم التى سيتم ذبحها قد قضت مدة الحجرالبيطرى ونضمن خلوها من الأمراض، بالإضافة إلى أن المزارع بأوروجواى مزارع مفتوحة فتكون العجول أكثر شراسة وتكون لحومها "خشنة"، وهذا يختلف عن نوع التربية فى مصر، حيث المزارع مغلقة ولابد من أن يأكل العجل يوميًّا كيلو علف أخضر و8 كيلو علف مركب يوميًّا حتى يتم معامل التحويل ويتم زيادته 2 كيلو يوميًّا. وقال مصدر مسئول داخل مديرية الزراعة بالإسكندرية رفض ذكر اسمه إن المديرية ستلجأ لذبح عدد 200 عجل الأيام القادمة لأنه لا توجد الأعلاف التى تعهدت بها جمعية الثروة الحيوانية والتى يرأسها المهندس مجدى ملوك، وسيتم بيع تلك اللحوم فى المنافذ حتى يتم شراء أعلاف لباقى العجول بمزرعة أبيس. وأكد الدكتور "عادل البربرى " رئيس قسم الإنتاج الحيوانى بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية أن مصر منذ 50 عامًا وهى تلجأ للاستيراد وأن معظم اللحوم المستوردة من الخارج فاسدة ومعظم الأسماك تحتوى على أمراض وحتى ألبان الأطفال مسرطنة، ولجأت الدولة لاستيراد الحيوانات الحية من الخارج وذبحها فى مصر ومعظم هذه الحيوانات غير محصنة بيطريًّا وبهذا تنقل الأمراض للحيوانات المحلية، وبذلك أصبحت تضر بصحة الإنسان وتضر بمستقبل الحيوانات المحلية بنقل "الحمى القلاعية وحمى الوادى المتصدع والتسمم الدموى والجلد العقدى وجدرى الضأن " كل هذه الأمراض تأتى من الخارج وتصيب الحيوان المحلى. وأضاف البربرى أن سبب قيام الدولة بالاستيراد هو الانفجار السكانى وزيادة الوعى الغذائى والثقافى والصحى، فالاستيراد أمر سهل جدًّا ولكن إلى متى سنظل نستورد؟ فمصر تستهلك العملة الصعبة وتتكاثر مافيا الاستيراد دون رقابة فتجلب منتجات رخيصة الثمن محملة بكثير من الأمراض، ومصر استوردت ما قيمته 3 مليارات جنيه لحومًا وحيوانات حية فى السنتين الماضيين واستوردنا ما قيمته مليار و200 مليون لبن ومنتجاته واستوردنا ما قيمته 200 مليون سمك وهذا بالنسبة للمنتجات الحيوانية فقط. وتابع البربرى أن المنتج المحلى من اللحوم فى مصر حوالى 745مليون طن ونستورد ما قيمته مليار طن من الخارج يكلفنا بالعملة الصعبة 3 مليارات جنيه، ولهذا يجب أن تكتفى مصر ذاتيًّا من الإنتاج الحيوانى وهذا ما تعمل عليه الدولة حاليًّا.