شهدت الأسابيع الأخيرة الماضية تراجعا غير مسبوق لشعبية الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، حيث أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد "تي.ان.اس فوريس" تراجع التأييد الذي كان بنسبة 55% في بداية ولايته إلى 13%، وهو ما يرجع بدرجة كبيرة إلى الإحباط نتيجة صعوبات الاقتصاد والوضع الراهن في البلاد، كما أظهر استطلاع للرأي أجري الأسبوع الماضي، أن ما يقرب من ثلثي الناخبين الفرنسيين يريدون أن يروا رئيسهم الاشتراكي فرنسوا أولاند، الذي يفتقر بشدة إلى التأييد الشعبي يقدم استقالته قبل نهاية فترة رئاسته سنة 2017. وجاء في الاستطلاع الذي أجراه المعهد الفرنسي للرأي العام "إيفوب" ومجلة لوفيجارو الفرنسية، التي تصدر كملحق أسبوعي للصحيفة التي تحمل الاسم نفسه، أن 62 % من الذين شملهم الاستطلاع يريدون من أولاند، وهو أقل الرؤساء الفرنسيين شعبية منذ الحرب العالمية الثانية، أن يتنحى قبل ثلاث سنوات من الانتخابات الرئاسية المقبلة. جمود معدل البطالة فوق 10% ولا يحرز النمو تقدما، تسببت إجراءات خفض العجز في الموازنة العامة في تحميل الناخبين ضرائب أعلى، لكنها فشلت في مساعدة فرنسا على بلوغ الأهداف الأوروبية لخفض العجز في الوقت المحدد لذلك. موقع يورونيوز الأوروبي، يشير إلى أنه منذ انتخاب أولاند، لا يكاد يمر أسبوع أو شهر واحد دون أن يواجه الرئيس الفرنسي مشاكل سياسية وفضائح، مما أدى إلى تراجع شعبيته بشكل مستمر. وأحدث كتاب فاليري تريرفيلر،"شكرًا على تلك الأوقات"، هزّة سياسية وإعلامية في فرنسا، بسبب أنه كشف تفاصيل الحياة الخاصة لأولاند من قبل رفيقته السابقة التي تعمل صحفية بمجلة باري ماتش، ويرى موقع يورونيوز، الإخباري أن الفقرة التي سيدفع أولاند ثمنها السياسي غاليا، هي التي ذكرت فيها تريرفيلر، أن الرئيس قدم نفسه للناخبين على أنه الرجل الذي لا يحب الأثرياء، إلا أن الواقع عكس ذلك فهو لا يحب الفقراء. يأتي هذا التراجع في شعبية أولاند وسط ترجيحات بتقدم زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي، مارين لوبان، في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية، بحسب نتائج استطلاع للرأي أجراه مركز إيفوب، وقد تتمكن رئيسة الجبهة الوطنية أيضا، وفق الاستطلاع، من الفوز أمام الرئيس الحالي الذي هبطت شعبيته إلى مستويات غير مسبوقة.