تواصل جماعة بوكو حرام الإرهابية هجماتها ضد المدنيين وقوات الشرطة في نيجيريا، حيث تسعى لضم أكبر عدد من الأراضي النيجيرية لإعلان الخلافة هناك، وبوكو حرام بلغة الهوسا تعني باللغة العربية "التعاليم الغربية حرام" وهي جماعة نيجيرية مسلحة، تأسست في يناير 2002 وقامت بسلسلة تفجيرات وقتل أبرياء واجبار الكثيرين منأتباعالديانات الأخرى على اعتناق الإسلام عنوة. بعد إدراج مجلس الأمن رسميا بوكو حرام كجماعة ارهابية، أعلنت الولاياتالمتحدة الحرب على الجماعة، وفرضت في يونيو 2012 عقوبات ضد أبو بكر شيكاو، زعيم الجماعة بوكو حرام، ولكن هل فعلا الولاياتالمتحدة تناهض وتحارب بوكو حرام؟ الواقع يؤكد خلاف ذلك، حيث إنه بعد مرور عامين من فرض العقوبات الأمريكية نجد أن جماعة بوكو حرام أصبحت أغنى من أي وقت مضى وأكثر عنفا، وتواصل عمليات اختطاف النساء والأطفال، وأصبحت تمثل أخطر تهديد أمني لأكبر منتج للنفط في إفريقيا، وبرغم ذلك ترفض الولاياتالمتحدة حتى الآن مناقشة تمويل بوكو حرام بالتفاصيل، مما يثير التساؤلات حول النوايا الحقيقية للولايات المتحدة. القناة التلفزيونية النيجرية التي تمولها الولاياتالمتحدة بحجة أنها توعية للمواطنين هي وجه من أوجه التدخل السافر في سياسة نيجيريا، ووجه من أوجه الاستعمار الخفي القبيح والتجسس، وهذة السياسة الأمريكية التي انتهجتها بديلا لفشل الجيل الأول من المحافظين الجدد في الاستمرار في ابتزاز العالم تحت يافطة الحرب على الإرهاب، وتحقيق خرافة القرن الأمريكي عن طريق الغزو الغاشم الذي كان يبرر بالأكاذيب، كما حدث في العراق، وجاء الآن دور الجيل الثاني من نفس الماركة الأمريكية لتحقيق نفس الغاية، لكن بتجربة استراتيجية جديدة تقوم على جعل دول العالم تطلب طوعا وبنفسها غزوا أمريكيا ناعما ل"مكافحة الإرهاب"، وهذا ما حدث مع نيجريا.