قال موقع "سودان تربيون" إنه في الوقت الذي أعلنت دول الترويكا "الولاياتالمتحدة وبريطانيا والنرويج" دعمها لخلق وساطة تسهل حل الصراع وعملية الحوار الوطني الشامل بالسودان معا، تحت رعاية الوساطة الأفريقية بقيادة ثامبو أمبيكي، ونصحت بجدول زمني ومعايير لإجراء انتخابات، تسفر عن نتائج معترف بها. وأوصى مجلس السلم والأمن الأفريقي، الجمعة الماضية، بعقد اجتماع للأطراف السودانية بأديس أبابا توطئة لانطلاق الحوار، واستئناف محادثات عاجلة لإقرار وقف عدائيات بالمنطقتين ودارفور، مع وعود للخرطوم بحوافز إقتصادية تشمل الدعم ورفع العقوبات واعفاء الدين الخارجي. أوصد مساعد الرئيس السوداني ونائب رئيس المؤتمر الوطني الحاكم، إبراهيم غندور، الباب أمام إجراء مفاوضات أو حوار خارج السودان، ووجه انتقادات لاذعة إلى قوى المعارضة المطالبة بتشكيل حكومة إنتقالية. وكان الممثل الخاص المشترك لبعثة الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة بدارفور (يوناميد)، محمد بن شمباس، أوصى مجلس السلم والأمن التابع للاِتحاد الإفريقي بإدماج جهود الوساطة الخاصة بدارفور والسودان في آلية واحدة تحت قيادة الرئيس الجنوب أفريقي السابق ثابو امبيكي، الذي يرأس فريق الاتحاد الأفريقي الرفيع المستوى للوساطة في الملف السوداني الخاص بالنزاع على المنطقتين "جنوب كردفان والنيل الأزرق". وزار أمبيكي العاصمة القطريةالدوحة الأسبوع قبل الماضي والتقى بالوسيط الرئيس لمفاوضات دارفور الوزير احمد بن عبد الله آل محمود قبل ان يلتقي الرئيس عمر البشير في الخرطوم. وأعلن امبيكي عقب مباحثاته في الخرطوم عن جولة مفاوضات تجمع الحكومة الى الحركة الشعبية قطاع الشمال في الثاني عشر من اكتوبر باديس أبابا تعقبها مباحثات بين الحكومة والجبهة الثورية التى تضم فصائلا من مسلحي دارفور. وبرر بن شمباس في تقريره الذي قدمه لمجلس السلم الأفريقي الجمعة قبل الاخيرة، دمج المنابر وتسليمها لامبيكي طبقا لبيان عن البعثة بهدف ربط قوى الدفع المتباينة لكل من الفريق الرفيع المستوى وبعثة يوناميد والمبعوث الخاص للسودانَيْن وهيئة الإيقاد ودولة قطر والجامعة العربية في نَسَقٍ واحدٍ مترابطٍ ومتناغم ومُمَنهَجٍ للوساطة. وقال مساعد البشير الذي خاطب المؤتمر العام لحزبه بولاية نهر النيل الخميس "لا تفاوض ولا حوار خارج الخرطوم". وأعتبر الخطوة "معيبة" وتنتقص من مساعي الحوار الوطني الذي اطلقه الرئيس عمر البشير وأضاف "كيف لنا أن نحترم أنفسنا ونحن نخرج لنحاور بالخارج ورئيسنا هو من أطلق النداء للحوار؟". وجدد غندور التزام الحكومة بتوفير الضمانات لمن يريد المشاركة فى الحوار الوطني بالداخل من قادة الحركات، وقال مخاطباً المعارضة المسلحة والسياسية "إن اردتم الحوار نحن جاهزون" وتابع "تعالوا تحت أي مسمى للخرطوم لنتفاوض" مؤكدا أن لا خلاف على المسميات. وكان مسؤولون في حزب المؤتمر الوطني الحاكم اكدوا ان الحكومة لن تعترف بتنظيم الجبهة الثورية، الذي يضم تحت لوائه فصائل الحركات المسلحة في دارفور بجانب الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال. وقال المتحدث باسم المؤتمر الوطني ياسر يوسف في وقت سابق إن الحكومة متمسكة بمفاوضة مسلحي دارفور في منبر الدوحة على نحو منفصل عن منبر أديس أبابا المخصص للتفاوض مع الحركة الشعبية على وضعية المنطقتين. وجدد غندور التأكيد على رفض الحكومة الوقف المؤقت للعدائيات وعده محاولة لاستمرار نزيف الدم بفاتورة يدفع ثمنها الشعب السوداني، مشيرا إلى أن حزبه قدم الأفضل لوقف الاحتراب والاقتتال من خلال دعوته لوقف فوري لإطلاق النار الدائم. وكان رئيس تنظيم الجبهة الثورية مالك عقار أعلن عقب توقيعه أعلان باريس مع زعيم حزب الأمة الصادق المهدي الاستعداد لوقف العدائيات من طرف واحد لشهرين لتمكين إيصال المساعدات للمتضررين من الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق. وأنتقد غندور بشدة مطالبة بعض المعارضين بتشكيل حكومة قومية وتفكيك حزب المؤتمر الوطني من خلال الحوار وقال إن البعض استمرأ الفترات الانتقالية ويريدون للوطن الانتقال المستمر. وجزم غندور بأن الحوار جزء من الإصلاح الذي أعلنه حزبه لبناء الوطن، وقال: "لا نريد تكتيكا كما يرى البعض انما نريد من خلاله التوافق على ثوابت في الدين والاقتصاد والوطن والسياسة".