تقول صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية إن بريطانيا لم تهتم الأسبوع الماضي بالتهديد الذي يمثله تنظيم داعش، حيث توجهت البلاد الأسبوع الماضي إلى التركيز كليًا على اسكتلندا في محاولة لإنقاذها قبل الاستفتاء الذي سيقام الخميس المقبل. وقد استدعى رئيس الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون" أمس الأول، وزير الخارجية لابلاغه اعتراضه على استبعاد الأخير لامكانية توجيه ضربات بريطانية في سوريا. أما في برلين، فقد أكد وزير الخارجية الجديد "فيليب هاموند" أن "الأمور واضحة: فبريطانيا لن تشارك في شن ضربات جوية في سوريا، ولقد شهدنا هذا النقاش في البرلمان العام الماضي ولن نعيد النظر في هذا الموقف". وتشير الصحيفة إلى أنه بعد ثلاث ساعات، أوضح المتحدث باسم رئاسة الوزراء أنه "فيما يتعلق بالضربات الجوية، لم يستبعد رئيس الوزراء أي شيء" وأنه لم يتم اتخاذ أي قرار بعد، وقد سخر وزير الخارجية السابق "جاك سترو" من البيان واصفًا إياه بال "فوضوي". السياسيون البريطانيون منقسمون ومترددون للغاية بشأن مشاركة لندن في التحالف الذي يشكله الرئيس الأمريكي "باراك أوباما"، فبعد حرب العراق وانهاء التدخل في أفغانستان هذا العام، صارت بريطانيا، شأنها في ذلك شأن الولاياتالمتحدة، تخشى فكرة التدخل العسكري الخارجي. وتوضح الصحيفة أنه وجود العديد من التكفيريين البريطانيين داخل داعش والتهديدات المباشرة للتنظيم الإرهابي بقتل مواطن بريطاني يحتجزه كرهينة، دفعت كاميرون، رغمًا عنه، إلى الاهتمام بهذه المسألة وإعادتها إلى قائمة أولوياته، وقد أيد استراتيجية أوباما متباهيًا بال "الوحدة في النهج" بين بريطانياوالولاياتالمتحدة. وتحظى مسألة تدخل بريطانيا ومشاركتها للضربات الجوية في سوريا برفض عدد كبير من النواب البريطانيين، مؤكدين ضرورة أن تكون هذه العملية مشروعة وهو ما لن يتأتى، وفقًا للبعض، إلا من خلال تفويض دولي أو تعاون مع النظام وذلك قبل قصف سوريا.