عادت من جديد أزمة الوقود تطل بوجهها القبيح على مدن ومراكز أسيوط، واختفت السيارات الأجرة من المواقف بحثًا عن الوقود، الذي ارتفع سعره، فارتفعت معه بالتبعية تعريفة الركوب، خاصة للسيارات التي تعتمد على "البنزين 80، والسولار"، وهو أثار حفيظة السائقين والركاب، ورجح سائقو موقف الأزهر والشادر وهما أكبر موقفين للسيارات الأجرة للمراكز والمحافظات، أن السبب الرئيسى فى أزمة الوقود وجود مافيا يقودها أصحاب محطات الوقود لبيعه بالسوق السوداء. يقول نبيل فتحى (سائق ميكروباص بموقف الأزهر والمتحدث باسم سائقي أسيوط) إن تجدد أزمة الوقود خاصة بنزين 80 والسولار؛ لكونهما الأكثر إقبالاً وطلبًا من السائقين والمواطنين يعود لبيع أصحاب محطات الوقود له لتجار السوق السوداء. وأضاف أنه من المتعارف عليه فى المجتمع المصرى عقب أزمة الوقود غيابه من المحطات أو ارتفاع أسعاره، وهو ما يدفع السائقين إلى تحميل الأزمة للركاب برفع تعريفة الركوب. ولفت حسين عبد الحميد من مواطنى مركز أبنوب ويعمل بمديرية الزراعة ببندر أسيوط إلى أن السائقين قاموا بزيادة تعريفة الركوب منذ أسبوع وحتى الآن لتصل إلى 50%، مبررين زيادة تعريفة الركوب بغياب البنزين 80 والسولار من محطات الوقود وعدم قدرتهم على الحصول عليه من محطات الوقود؛ وذلك لبيعه فى السوق السوداء، وأنهم مضطرون إلى شرائه بأسعار مضاعفة عن سعره الحقيقى من هؤلاء التجار"، وتساءل: أين الرقابة؟ وأكد سيد عرفانى (سائق تاكسى) أن "محطات الوقود خاصة ببندر مدينة أسيوط يبيعون البنزين 80 والسولار لتجار السوق السوداء ويعبئونه داخل جراكن كبيرة، وللأسف يتم ذلك فى وجود مفتش التموين. هل هذه رقابة أم تواطؤ أم ماذا؟". فيما أشار المقدم أحمد التونى رئيس مباحث مرور أسيوط إلى أن تكدس السيارات وامتدادها في طوابير تزيد عن 500 متر تسبب فى خلق أزمة مرورية وشلل مروى فى محيط الشوارع التى توجد بها محطات الوقود. التقت "البديل" بالمهندس صالح محمد حسين وكيل وزارة التموين بأسيوط لمواجهته بأزمة الوقود وتفسيره لاتهام السائقين لمحطات الوقود ببيعه فى السوق السوداء، فأرجع الأزمة إلى شركات البترول؛ لتخفيضها حصص الوقود عن محطات البنزي؛ نظرًا لوجود أعطال فى خط السير فى شركة البترول بالإقليم، وأكد أنه جارٍ معالجته في خلال من 4 إلى 5 أيام، وعقب عودة إمداد حصص الوقود بالبنزين والسولار ستغيب الأزمة تمامًا. وأشار حسين إلى أن هناك تنسيقًا مع الجهات الرقابية، ومنها مباحث التموين لشن العديد من الحملات التموينية المفاجئة على محطات الوقود لبيع الحصة كاملة للسائقين والأهالى؛ وذلك للحد من بيع الوقود لتجار السوق السوداء.