لقى الفيديو الذى نشره حقوقيون على المواقع الإلكترونية ردود أفعال غاضبة، وقد جاء الفعل أكبر وأقسى من أى رد، فما تمارسه الشرطة من أفعال منافية للقانون، يصورها أداة للبطش، ويجعل من القيادات الأمنية نموذجا للتصديق عليها. تناول الفيديو التمثيل بجثة متهم على أيدى أمناء الشرطة، مطالبين بعقاب الجناة، فيما رد الجناة التهمة عن أنفسهم بأن ذلك جاء عن طريق الصدفة.. يقول حسين حمودة الخبير الأمني تعقيبا على ما حدث:"الله تعالى ورسوله حرموا التمثيل بالجثث، ومن عظمة الإسلام وسماحته أنه لم يبح التمثيل بالشخص الكافر"، مشيرا إلى أن هذه هي الواقعة الأولى من نوعها في مصر، ولكن تاريخ الشرطة في تعذيب الأحياء معروف. وتابع:"أسلوب التعذيب هو أسلوب منهجي من الشرطة منذ القدم باستثناء فترات قليلة كان فيها الحكم ديمقراطيا، ومن طرق التعذيب الأساسية عند الشرطة هي الفلكة والثلاجة الكبري والكهرباء في أعضاء حساسة". وبسؤاله .. إلى متي سيستمر مسلسل تعذيب المتهمين؟! أجاب قائلا:"لن يتم توقف التعذيب إلا بإجراءات عدالة انتقالية كما حدث في 45 دولة حدث فيها تحول ديمقراطي". وأضاف"يجب عدم النظر إليها بمنظور تحقيق قضائي تقليدي وإنما ينظر إليها بمنظورالعدالة الانتقالية لأن ملف العدالة الانتقالية يأخذ الموضوع من بداياته ويعرف من عذب ولماذا عذب.. ونأتي بعلماء نفس واجتماع ونقوم بمعرفة ما سبب هذه الظاهرة للقضاء عليها". وأكد أن مصر ليس لديها إرادة سياسية حتى الآن في اتخاذ إجراءات عدالة انتقالية، مشيرا إلى أن أصحاب المصالح من الحزب البائد يريدون وأد الثورة وأن تصبح الثورة مؤامرة "على حد تعبيره " . من جانبه، قال رامز المصري-المتحدث الإعلامي للجبهة الحرة للتغيير السلمي- "في الحقيقة، إن ظاهرة تعذيب المتهمين ليست الأولى وهذا هو الأسلوب الذي اعتادت عليه الشرطة ولا تستطيع أن تفعل غيره منذ عصر حبيب العادلي". وأضاف"محاكمة أمناء الشرطة الذين فعلوا هذه الواقعة ليس كافيًا بل يجب محاكمة وزير الداخلية على هذه الواقعة". من جانبه قال طارق العوضي -ناشط حقوقي-:"بالطبع هذا عمل يشكل جريمة ويجب على من فعلوه أن يتلقوا أشد العقاب"، مشيرا إلى أن ما حدث يعكس نفسية بعض رجال الأمن في مصر وطريقة تعاملهم مع المتهمين". وتابع:" ذلك يؤكد من ناحية أخرى ضرورة إعادة هيكلة جهاز الشرطة وإعادة الهيكلة المقصودة هو إعادة تصحيح العمل الشرطي في مصر بما يتضمنه من كيفية احترام حقوق الإنسان, وإذا لم يتم ذلك بشكل ملموس سنرى أبشع من ذلك". وأردف قائلا:"ما رأيناه إذا كان حالة عن طريق الصدفة، وإذا كان هذا ما حدث مع جثمان فماذا يحدث مع الأحياء". وطالب عبدالغفار شكر-رئيس المركز القومي لحقوق الإنسان- بسرعة إجراء محاكمة للمتورطين في هذه الواقعة.