افتتحت مساء أمس الأربعاء فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائي في دورته الحادية والسبعين المستمرة حتي 6 سبتمبر المقبل بمدينة البندقية ، وبرغم أنه أقدم وأعرق مهرجان سينمائي وربما الأكثر بريقا بنجومه الذين يساقون إلى السجادة الحمراء بواسطة زورق بدلا من سيارات الليموزين ، إلا أنه يعمل كمدينته المائية بجهد لإبقاء رأسه فوق الماء ، ويقول ألبرتو باربيرا، المدير الفني لمهرجان فينيسيا "ساعدنا النجاح الكبير الذي حققه المهرجان في العام الماضي في معظم أنحاء العالم على التعامل مع الاستوديوهات فنجحنا هذا العام أن يكون فيلما مثل " بيردمان ،الرجل الطائر"،هو فيلم الافتتاح وهو فيلم يفوق كل التوقعات ، وفيه يجسد النجم "مايكل كيتون" 62 عاما شخصية ممثل مغمور يحلم بالتمثيل على مسارح برودواي ، والفيلم من إخراج أليخاندرو جونزاليس إيناريتو المولود في المكسيك ، كما يشارك في بطولته النجوم إدوارد نورتون وإيما ستون وناعومي واتس. وسوف يعرض مهرجان فينيسيا هذا العام 55 فيلماً طويلاً، منها 54 عرض عالمي أول ، وفيلم واحد عرض دولي أول أى خارج بلد منشأ الإنتاج، ففى المسابقة 20 فيلماً من ضمنها فيلم الإفتتاح آخرين في المسابقة الرئيسية لأرفع جائزة للمهرجان " الأسد الذهبي " ، وخارج المسابقة 17 فيلماً، وفى مسابقة آفاق 18 فيلماً ،هذه الأفلام من 21 دولة من دول العالم، 11 دولة منها ضمن المسابقة وهى الولاياتالمتحدة من أمريكا الشمالية وفرنساوإيطالياوروسيا وألمانيا والسويد والدنمارك من أوروبا ، والصين واليابان وتركيا وإيران من آسيا، ويضيف برنامج خارج المسابقة بريطانيا والنمسا من أوروبا، وكوريا الجنوبية وإسرائيل من آسيا، والمكسيك من أمريكا اللاتينية، بالإضافة إلى مسابقة آفاق جورجيا وكرواتيا من أوروبا، والهند وأذربيجان والأردن من آسيا وهى الدولة العربية الوحيدة المشتركة فى المهرجان . جدير بالذكر أن أن مهرجان فينيسيا السينمائي بدأ عام 1932 فى إيطاليا الفاشية بقيادة موسولينى وذلك فى خضم الصراع السياسى بين الفاشية والشيوعية بعد الحرب العالمية الثانية، وكان الرد بمهرجان موسكو عام 1935 فى روسيا الشيوعية بقيادة ستالين ، فأرادت فرنسا إقامة مهرجان "كان" عام 1939 ليعبر عن الديمقراطية ضد الأنظمة الشمولية سواء الفاشية أو الشيوعية ، فتقرر افتتاح "كان" الأول يوم الأول من سبتمبر، ولكن الحرب العالمية الثانية اندلعت فى نفس اليوم فلم ينعقد المهرجان، وبعد نهاية الحرب بدأ مهرجان "كان "من جديد عام 1946، وأصبح سيد مهرجانات السينما الدولية ، ولكن ظل "فينيسيا" ولايزال منافساً قوياً بعد أن بدأ من جديد بعد الحرب، وتحولت إيطاليا من النظام الفاشى إلى النظام الديمقراطى . ومثل مهرجان " كان " فإن الغرض الأصلى منه تصفية الإنتاج السينمائى واختيار الأفضل أى الكيف لا الكم ،فلا يتجاوز عدد الأفلام الطويلة الجديدة مائة فيلم ، سواء فى برنامج المهرجان أو البرامج الموازية.