علقت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم على اختيار وزير الخارجية السابق "أحمد داود أوغلو" لرئاسة الحكومة التركية الجديدة بعد فوز "رجب طيب أردوغان" برئاسة الجمهورية، وقالت إنه بذلك الاختيار يمدد "أردوغان" خمس سنوات أخرى في حكمه لتركيا بعد 12 سنة تعد بالفعل طويلة. وتضيف الصحيفة أن خلال حكم "أردوغان" سعى إلى عملية السلام مع الانفصالين الأكراد، والتي من المرجح انقذت تركيا من صراع دموي مستمر منذ عقود، ولكن في السنوات الثلاث الماضية، كان هناك خيبة أمل نتيجة الاستبداد المتنامي. وتشير إلى أنه منذ إنشاء الحزب الحاكم في تركيا العدالة والتنمية بدأت حقبة الإصلاح السياسي والتقدم الاقتصادي والتواصل الدولي، ولكن في عام 2007 وبعد انتخاب الرئيس "عبد الله"، عزز "أردوغان" سلطته الشخصية وهمش كل شخصيات الطرف الآخر. وتوضح الصحيفة الأمريكية أن "جول" حاول الحفاظ على مبادئ تأسيس الحزب وقدم المشورة ودعا لضبط النفس، حيث عارض دعم تركيا المتهور للمعارضة السورية وحاول ابقاء القنوات مفتوحة مع مصر بعد ثورة 30 يونيو، وعارض حملة "أردوغان" على متظاهري جيزي بارك وحظر تويتر، ولهذا السبب دعم الكثير من الليراليين الحزب في سنواته الأولى. يأمل الأتراك حاليا في أن يعيد "جول" الأفكار الليبرالية إلى الحزب ويقدم المصالحة للمجتمع المستقطب، ولكن "أردوغان" يخطط لغير ذلك، فبعد انتصاره الرئاسي، اخذ يحسب التدابير حول كيفية ابعاد "جول" عن العدالة والتنمية، على الرغم من شعبيته الساحقة. وتلفت الصحيفة إلى أن الأمل الأوحد في عدم استقطاب تركيا هو ابعاد "أردوغان" لشخصيته البرغماتية عن رئيس الوزراء القادم وهو "أحمد داود أوغلو". وترى "نيويورك تايمز" أن على الرغم من اختيار "أردوغان" ل"أوغلوا" لاتفافهما على جميع القضايا الرئيسية، إلا أن "أوغلو" يمكن أن يجنب البلاد طريق الكراهية الذي يملئ البلاد، فيجب أن يفهم أن الديمقراطية ليست مجرد صناديق اقتراع فقط.