على الرغم من تكلس المشهد الثقافي العام، وكثرة أزمات الثقافة المصرية، تراهن الإسكندرية على قدرة الهئيات المستقلة في تنوير وتشكيل وعي المصريين، وتقدم تجربة حقيقية في إحداث حراك ثقافي، تجلى في تفاعل المؤسسات الثقافية مع الجمهور مباشرة، إذ تم إطلاق العديد من المبادارت الثقافية التي تجعل من الإنسان ثروة بشرية وركيزة أساسية لصحوة فكرية قادمة، خاصة في ظل ما نعيشه اليوم من شتات سياسي واجتماعي يتطلب تكاتف جميع مؤسسات الدولة. «الإسكندرية تقرأ»،مهرجان أقامه صالون التذوق الثقافي بالتعاون مع مركز الحرية للإبداع، وتشارك فيه العديد من دور النشر المصرية مثل: ليلت، روافد، الحلم، وأيضًا الهيئة العامة لقصور الثقافة، التي تعد مشاركتها خطوة إيجابية لما تمثله من ثمرة تعاون بين المؤسسات المستقله والهيئات الحكومية. لم يأت المهرجان تقليديًا كغيره من الفعاليات الثقافية المعتادة، إذ حرص القائمين عليه على التنوع والإبداع، فعقد ورشة عمل بعنوان «استرجل واقرأ»، قدمها باسم الجنوبي، مؤسس حملة «ثقافة للحياة»، تهدف لإكتساب مهارات القراءة الفعالة وطرق اختيار الكتب والعرض التخليص والقراءة السريعة ومهارات التشجيع على القراءة. كذلك قدم مناقشة لمشروع «حديث الديناصور البنفسجي»، وهو أول كتاب من نوعه، إذ جاء نتاج لورشة أدبية استمرت لما يقرب من العام في 24 نص ل24 كاتب، جميعهم بعنوان حديث الديناصور البنفسجي. أيضًا كان لشباب المبدعين حضور خاص في المهرجان، فشاركوا في العديد من الأمسيات الشعرية، أبرزهم: محمد السيد، محمد مخيمر، ميسرة صلاح الدين، حامد السحرتي، محمد عطيطة، أحمد الجميلي، وفاء بغدادي، أميرة عبد الشافي، رشا زقيزق، ماجدة قناوي. ولأن العدالة المعرفية حق مشروع للجميع، حرصت الإسكندرية على إحياء شعار «القراءة للجميع» على أرض الواقع، فقدمت مؤسسة فبريكا للنشر والتوزيع «أسبوع الكتاب المستعمل»، بأسعار تبدأ من 2 جنيه حتى 20 جنيها، حتى يكون الكتاب في متناول الجميع. وقال أحمد سالم، مدير المعرض ل«البديل»: الدافع لفكرة إقامة معرض للكتب المستعملة أننا وجدنا سوق "النبي دانيال" بالإسكندرية لم يعد به كتب مستعملة، وأصبح كل الموجود فيه هو كتب جديدة ومقلدة، كما أن ارتفاع أسعار الكتب جعل نسبة قليلة من الناس هم القادرون على الحصول عليها، لذلك فكرنا في إقامة معرض نوفر فيه كتب مستعملة بأسعار مناسبة للجميع، بحيث نشجع الناس على العودة للقراءة والاطلاع مرة أخرى، بالإضافة إلى إنني أملك في حدود 5000 كتاب جمعتهم خلال رحلتي مع القراءة تتنوع بين الأدب، والفنون، والتاريخ، والفلسفة، وليس منطقي أن أبقي كل هذه الكتب على الرفوف. أضاف «سالم»: منذ عدة أشهر حاولنا عمل مكتبة استعارة في «فابريكا»، لكن لم يكن هناك إقبال، ومن هنا فكرنا في معرض يشبه "سور الأزبكية والنبي دانيال"، تتوفر قفيه الكتب بأسعار معقولة، مشيرًا إلى أن هذه الفكرة لاقت إعجاب وإقبال جمهوري كبير، وسيعد لها ركنًا أساسيًا في الدار الأيام المقبلة.