تقول صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية إن ألمانيا سمحت للمرة الأولى بتسليم أسلحة لدولة في حالة حرب، حيث أعلنت استعدادها لتقديم أسلحة للمقاتلين الأكراد في العراق الذين يواجهون داعش. ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أنه منذ عدة أيام تثير هذه المسألة الجدل في ألمانيا كما في المجتمع الدولي، فقد دعا جانب من اليسار، وخاصة أحزاب الخضر، إلى نقاش برلماني وتفويض من البرلمان كما أيد اليمين فكرة المبادرة الألمانية بشكل سريع. وتشير الصحيفة إلى أن وزيرة الدفاع الألمانية "أورسولا فون دير لاين" كسرت الأسبوع الماضي، أحد المحرمات معلنة رغبتها في "استغلال كل الفرص" الممكنة لدعم الأكراد، بينما بدا وزير الخارجية "فرانك فالتر شتاينماير" أكثر تحفظًا متجنبًا الحديث عن الأسلحة خلال زيارته للعراق، ثم أعلنت الحكومة تأييدها لإرسال "معدات عسكرية" مثل الوسائل أو خوذات الحماية أو مساعدات إنسانية. وبعد استشارة وزرائها، أعطت المستشارة أنجيلا ميركل الضوء الأخضر لإرسال الأسلحة إلى العراق وذلك بحسب ما أعلنه شتاينماير وفون دير لاين اليوم، ببرلين، فألمانيا ترغب في منع وقوع "كارثة" في البلاد وخاصة "مجازر المواطنين" التي تحيي لديها ذكريات سيئة. وترى الصحيفة أن التغيير الذي طرأ على العقيدة الألمانية في الجانب العسكري عميق، فمنذ عدة أشهر، كانت برلين تبحث في "مسئولياتها" في مجال العلاقات الدولية، بينما دعا رئيس البلاد "يواكيم جوك" الألمان، مطلع العام الجاري، إلى التغلب على ترددهم. وتختم الصحيفة الفرنسية بقولها إنه في الواقع شدهت مؤخرا السياسة الخارجية للحكومة تغيرًا، فميركل دعمت في البداية التدخل الفرنسي في مالي ولكنها شاركت شخصيًا بعد ذلك في جهود حل الأزمة الأوكرانية، إلا أن الرأي العام الألماني لا يزال مترددًا بشأن تحرك بلاده على الصعيد الخارجي، فوفقًا لاستطلاع أجري في الربيع، أعرب 74% من الألمان عن معارضتهم لإرسال الأسلحة للخارج.