تفقد مصر سنويًا من 10 إلى 30% من إجمالي محصول القمح طبقًا لتقارير وزارة الزراعة الرسمية، وذلك خلال مراحل تداولة المختلفة وحتى تخزينه، بما يعادل ملياري جنيه سنويا، وأعلنت الوزارة منذ أيام، بدء تطبيق نتائج مشروع «تكنولوجيا التخزين فى الصوامع البلاستيكية الأفقية» للحبوب الرئيسية، كبديل آمن وموفر للصوامع الرئيسية. ومن جانبه قال الدكتور شريف فياض، أستاذ الاقتصاد بمركز بحوث الصحراء، فى تصريح ل«البديل»، إنه طبقا لبعض الدراسات، فإن الفاقد من القمح سنويًا يبلغ 30 % أي ضعف ما تعلنه تقارير وزارة الزراعة، وذلك لسوء منظومة التخزين المتبعة حاليًا في مصر «الشون الترابية»، التي تجعل المحصول معرض للتلف وفقده نتيجة تغذية الطيور والقوارض عليه ، لافتًا إلى أن إجمالي ناتج محصول القمح يبلغ 9 مليون طن، وما يتم توريده للحكومة هو 3.5 مليون طن فقط، وذلك لعدم توافر أماكن للتخزين تستوعب الكميات المنتجة. وأوضح «فياض»، أن استخدام تكنولوجيا التخزين في صوامع بلاستيكية هي أحد الحلول المؤقتة والوسيطة حتى يتم الانتهاء من إنشاء الصوامع المعدنية، والتي تستهلك وقت حتى تدخل نطاق العمل، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفتها، لزيادة كميات القمح الموردة للحكومة، ولذلك «يجب أن نضع صوب أعيننا أن الصوب البلاستيكية لن يتم استخدامها لفترات طويلة بل فترة صلاحيتها تتراوح ما بين 4 – 5 سنوات فقط». وأضاف، أن التخزين في صوامع يتطلب مراعاة درجات الحرارة والرطوبة، وهذا ما لا يوفرة النوع البلاستيكي منها، لأنها مادة سريعة التأثر بالظروف الجوية المحيطة، وبالتالي لن تحافظ على ما بداخلها بعد التغيرات التي تحدث في مادة صنع الصومعة «البلاستيك». من جانبه، قال إسماعيل رشيد، أستاذ بحوث أمراض ما بعد الحصاد بمعهد بحوث أمراض النباتات التابع لوزارة الزراعة، إن الصوامع البلاستيكية ما هي إلا حل مؤقت لحين إقامة الصوامع المعدنية، لأن المشكلة الحقيقية لتخزين القمح هوارتفاع درجات الحرارة والرطوبة التي تعد بيئة مناسبة لنمو الفطريات التي تنتج سمومًا ضارة تؤدي إلى إصابة الإنسان ببعض الأمراض الخطيرة كالفشل الكلوي والكبدي. وأوضح رشيد، أنه لم يتم مراعاة توفير التهوية الجيدة والحفاظ على درجات حرارة مناسبة داخل الصوامع ستصبح هذه الصوامع مجرد مظلات لحماية القمح من الأمطار والطيور وسيظل نمو الفطريات على الحبوب خطر يهدد حياة المواطن المصري، مشيرًا إلى أنه يجب إعداد أبحاث كافية وأخذ عينات من القمح المخزن في هذه الصوامع قبل تعميمها، للوقوف على نوع الفطريات التي ستنمو وكميتها وهل لها تأثير على صحة الانسان أم تأثيرها مقتصر فقط على نمو جنين القمح عند استخدام هذه الحبوب كتقاوى في الموسم الجديد.