تتعرض منطقة آثار "عرب الحصن" إلى سلسلة التعديات والإتلاف من مافيا الأراضي والخارجين على القانون، فضلاً عن استمرار إلقاء الأهالى القمامة داخل المنطقة الأثرية المتواجده شمال غرب مسلة سنوسرت الأول بنحو 55 مترًا فى حى المطرية بمحافظة القاهرة. في يونيو 2013 أطلقت الدكتورة مونيكا حنا أستاذ الآثار المصرية بالجامعة الأمريكية والمرشدة السياحية سالى سليمان حملة شعبية لتنظيف المنطقة الأثرية بعرب الحصن، بالتعاون مع رئاسة حى المطرية وقسم شرطة المطرية، واللذين أكدا يومها عدم تكرار تلك المأساة، إلا أنه وبعد أيام قليلة عاد الحال إلى ما كان عليه. تقول الدكتورة مونيكا حنا إن منطقة عرب الحصن تعانى إهمال الأهالى الشديد بها، وتخاذل مسئولى الحى عن حمايتها وتنظيفها، حيث إن الحرائق دائمًا تشتعل من قمامة الأهالى الملقاة فوق البقايا الأثرية لأحد معابد الدولة الحديثة، الذي يعود إلى عهد ملوك الرعامسة. مشيرة إلى الأضرار الجسيمة بالموقع الذي يصنفه الأثريون موقعًا نادرًا يأتي على رأس قائمة التراث العالمي الإنساني، بالإضافة إلى تعديات بعض الأشخاص الذين يحاولون الاستيلاء على الأرض التي يقع عليها المعبد وطمس معالمها الأثرية وتجريفها بهدف استغلالها كموقع لبناء عمارات سكنية. وأشارت سالى سليمان، المرشدة السياحة إلى تعمد إحداث حريق فى جدران بقايا المعبد الموجود بالمنطقة الأثرية، في محالة من البطلجية وتجار المخدرات ومافيا الأراضي لطمس تاريخ الموقع والمعبد تمامًا، لافتًا إلى أن تجار المخدرات يتخذونه مأوى لتجارتهم، ومافيا الأراضى يفعلون ما يشاءون من أجل طمس المعبد الأثري، حتى يتسنى لهم البناء على المنطقة فى ظل غياب كافة أجهزة الدولة، والتى تواجدت العام الماضى للظهور أمام الكاميرات الإعلامية فقط. وأضافت سليمان "ما زالت المشكلة تتفاقم، وما زلنا نخسر العديد من آثارنا المصرية"، لافتة إلى أن تجار المخدرات والبلطجية يستحوذون على المنطقة لترويج منتجاتهم، وتواجه المنطقة أعمال حفر خلسة أسفل البيون وفى المنطقة الأثرية، كما تعانى من حفر خلسة لراغبى التنقيب عن الآثار وبيعها بحثًا عن الغنى الفاحش. وأكد خالد أبو العلا، مدير عام منطقة آثار المطرية، استمرار إلقاء الأهالي لفضلات المنازل فوق المنطقة الأثرية من أعلى السور الخارجي لها، مشيرًا إلى مناشدة حى المطرية أكثر من مرة لتوفير صناديق جمع القمامة وتوفير أوناش وروافع قمامة، لحمايةالمنطقة الأثرية، إلا أنهم لم يستجيبوا. وأرجع السبب في تعامل الأهالي مع الآثار إلى ارتفاع الأمية والجهل بينهم، مما سيتسبب فى ضياع المنطقة الأثرية الهامة؛ نظرا لعدم توافر صناديق قمامة أو سيارات لنقلها، مشيرًا إلى مشاركة منظمات المجتمع المدنى العام الماضى فى حملة تنظيف الموقع بقيادة الدكتورة مونكا حنا، مضيفًا أنها تسعى فى الفترة المقبلة إلى تنظيم تلك الحملة مرة أخرى خلال الأيام القليلة القادمة. وكشف أبو العلا عن طلب تقدمت به إدارة منطقة آثار المطرية لوزارة الآثار بتخصيص ميزانية خاصة لتنظيف المنطقة الأثرية وحمايتها، وهو ما تسعى الوزارة لتوفيره فى الميزانية الجديدة، إلا أنها في الوقت ذاته تواجه أزمة مالية نتيجة ضعف السياحة واعتمادها على التمويل الذاتى. يذكر أن منطقة "عرب الحصن" بالمطرية، والتى تقع شمال غرب مسلة سنوسرت الأول بحوالى "55″ مترًا، تضم بقايا معبد من الدولة الحديثة يعود إلى عهد ملوك الرعامسة، حيث أعاد بناءه الملك رمسيس الثانى من الأسر19، وأضاف إليه كل من رمسيس الثالث والرابع والتاسع حتى رمسيس الحادى عشر. ويضم المعبد بعض بقايا بوابات وأعمدة من البردى وجدرانًا من الطوب اللبن، فضلاً عن بوابة من أجمل الآثار الثابتة فى منطقة المطرية، وهى بوابة كبير الرائين أو الكاهن الأكبر المسئول عن معبد الشمس فى "أون" القديمة، "نب ماعت رع" ابن الملك رمسيس التاسع.. وهذه اللوحة ما زالت حتى الآن تحتفظ ببعض بقايا نقوشها الملونة الزاهية الجميلة. بالإضافة إلى وجود بقايا مخازن من الطوب اللبن ملحقة بالمعابد إلى جوار مجموعة من المنازل المشيدة من الطوب اللبن المدعم بالحجر الجير يعتقد بعض العلماء أن هذه المبانى كانت تستخدم كمخازن أيام المجاعة فى عهد نبى الله يوسف عليه السلام.