علق موقع "جلوبال ريسيرش" البحثي اليوم على إعلان الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" يوم 7 أغسطس للضربات الجوية على شمال العراق، وتقديمه للمساعدات الإنسانية للأقليات الدينية المحاصرة من قبل المتطرفين الإرهابيين "داعش"، وقد قوبل هذا القرار بالموافقة عليه من قبل أمريكا وأوروبا، لكن لم يتم الإشارة إلى أن أمريكا هي المسئول الأساسي للموقف الذي به العراق الآن. ويضيف أن "أوباما" كان منافقا حيث هدد روسيا بمزيد من العقوبات إذا أرسل رئيسها "فلاديمير بوتين" مساعدات إنسانية لأوكرانيا، على الرغم من أن مدنيين شرق أوكرانيا يمرون بمصاعب مماثلة للعراقيين. وتوضح أن تنظيم "داعش" جاءت إلى حيز الوجود في المقام الأول لسببين: الأول، انهيار الدولة العراقية بعد التدخل العسكري الأمريكي الذي سمح بنموها كجزء من تنظيم "القاعدة"، وبعد الانسحاب التام الذي ترك البلاد في حالة متردية ودون أي هياكل أمنية حقيقية، وهذا أعاد تمهيد الجماعة لتكون أقوى حيث حررت مسجونيها من السجون العراقية وأعادت بناء قوتها، وهكذا انفصلت تماما عن القاعدة في بداية هذا العام. والسبب الثاني: الحرب الأهلية بسوريا التي سمحت لنمو الجماعة في العدد والقوة من أجل السيطرة على أراضي أكثر، في نفس الوقت التي مول فيها الغرب عسكريا وماليا المتمردين في سوريا الذي قد يكون ذهب ولو جزء منه لداعش، ولولا روسيا التي حولت الدخل العسكري الغربي المخطط له لكانت داعش سيطرت على معظم سوريا. وتبين أن التدخل العسكري الأمريكي في العراق 2003 هو من دمر بطانة الأمان التي كانت تجمع البلد، وضعف الحكومة العراقية الحالية سمح للمنظمات الإرهابية بالنمو دون من يعترض طريقها، تؤجج الصراع في سوريا من خلال تزويد المتمردين بالسلاح، مما ترك الطريق أمام داعش للسيطرة على أراضي أكثر. وأوضح "جلوبال ريسيرش" أنه في نفس الوقت تتقاتل القوات الحكومية والميليشيات الموالية لروسيابأوكرانيا، مستمرين بتأجيج الأزمة الإنسانية بشرق أوكرانيا، حيث يضطر العديد للهرب بعيدا عن القتال، وأصبحت مدينة لوغانسك في حالة من الكوارث اللإنسانية بنقص في الإمدادات الطبية والكهرباء والإضاءة والاتصالات المتنقلة والانترنت، ولا يستطيع حوالي 250.000 مدني مغادرة البلاد. وقد دعا السفير الروسي لإرسال قوافل إنسانية لمنطقتي لوغانسك ودونيتسك تحت رعاية لجنة الصليب الأحمر الدولية، لكن بدلا من أن تكون الولاياتالمتحدة في اتساق مع نفسها بشأن المساعدات الإنسانية، هي حذرت روسيا من أي تدخل في أوكرانيا، وأن أي محاولة حتى ولو للمساعدات الإنسانية سينظر إليها كغزو، وقد جاء هذا التحذير في نفس يوم إعلان الضربات الجوية على العراق. ويختتم الموقع البحثي تقريره أن كلا من العراقوأوكرانيا يواجهان كارثة إنسانية، لكن أمريكا وفقا لأجندة سياسية خاصة بها ترفض السماح لروسيا بمساعدة المدنيين المحاصرين بشرق أوكرانيا وسط القتال المحتدم، مضيفا أن هذه المعايير "الأوبامية" المزدوجة بعيدة كل البعد عن نسيج النظام السياسي الدولي الذي يُعد في حالة يرثى لها.