تتزايد حرارة الشمس التي تضرب رؤوس النازحين إلى الشوارع والمدارس والمستشفيات في قطاع غزة، وتتفاقم الأزمة التي يعيشها الفلسطينيون جراء ما نتج عن العدوان الاسرائيلي الذي دخل في شهره الثاني على القطاع، ما يُعبِّر عن حالة إنسانية صعبة، ومشكلة تحتاج إلى الاجماع على ضرورة حلِّها. ينتظر الفلسطينيون جميعاً النتائج التي سوف تتمخض عن اجتماعات ومفاوضات القاهرة، بكثير من القلق، وقليل من الأمل. في صبيحة يوم الأحد، صرح رئيس وزراء دولة الاحتلال الاسرائيلي "بنيامين نتنياهو" اليوم بأنَّ اسرائيل ستواصل عدوانها على قطاع غزة، وأنَّ الحكومة لم تعلن عن انتهاء العملية العسكرية في غزة، وجيش الاحتلال سيستغرق فترة زمنية حتى يحقق أهدافه في القطاع، مؤكداً الرفض الاسرائيلي لإجراء مفاوضات تحت النيران، وأنه لا بد من وجود تهدئة ووقف إطلاق نار مؤقت لإكمال هذه المفاوضات. تصريحات أخرى كثيرة للقيادة السياسية الاسرائيلية حول الأزمة الراهنة. الوزير الاسرائيلي "جلعاد اردان" عضو "الكابينيت" قال: "وصلنا إلى اللحظة التي يجب فيها اتخاذ قرار حاسم، حتى لو كان هذا القرار هو إعادة احتلال قطاع غزة وإنهاء حكم حماس مع كل الثمن الذي سندفعه جراء ذلك، لأنه لا يمكن الموافقة على استمرار الوضع القائم". وقد أعلنت القناة العاشرة الاسرائيلية عن أنَّ وفد دولة الاحتلال سيصل القاهرة مساء اليوم الأحد لاستكمال مباحثات وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والاحتلال، وأضافت بأنَّ هناك أنباء عن تهدئة جديدة قد تدخل حيز التنفيذ خلال الأيام القليلة المقبلة. من جهته صرح عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة حماس بأنَّ التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة من خلال مباحثات القاهرة أصبح صعباً، وكتب على صفحته الشخصية على تويتر: "احتمالات ضعيفة للتوصل لاتفاق، والوفد الفلسطيني قد يغادر القاهرة في أيّة لحظة". وفي أرض الحدث.. غزة، لا زال المواطنون وحدهم ما يعرفون آثار هذه الحالة التي يعيشونها، ويعلمون تفاصيلها وما قد يتركه العدوان الاسرائيلي من علاماتٍ ستبقى في ذاكرتهم إلى الأبد، فقد قال المواطن مازن عبد الله لفريق البديل: "لا نريد حياة مطعمة بالهزيمة، نريد أن نعيش، وإلا فليقتلونا جميعاً لنرتاح من هذا الموت البطيء، أنا شخصيا ليس عندي ما أخسره، فقدنا فلسطين وهي أغلى ما نملك، والعالم ينظر إلينا بعين الشفقة، كيف يشفقون على أصحاب الحق؟". آمال الفلسطينيين تتعلق الآن في ما قد ينتج عن المفاوضات التي تجري في القاهرة، فإما أن يعيش الفلسطينيون كما يعيش الملايين من البشر في هذا العالم، وإما أن يعودوا إلى ما قبل إطلاق النار، وسط الحصار والخذلان والقهر، علاوة على فقدهم لدماء الشهداء والجرحى الذين سقطوا خلال هذا العدوان.