فى جلسة جديدة ضمن جلسات محاكمة رجال مبارك بعد إخلاء سبيل معظمهم، وكان آخرهم "أحمد عز" أمين عام لجنة سياسات الحزب الوطنى، يطل علينا "حبيب العدل" وزير الداخلية الأسبق؛ ليبدأ المرافعة أمام هيئة المحكمة مدافعاً عن نفسه فى قضية قتل متظاهرى 25 يناير، فى جلسة دامت ما يقرب من 3 ساعات ترافع خلالها "العادلى" رافضاً ونافياً أي اتهامات بقتل المتظاهرين، مؤكدًا أنه لم يعطِ أية أوامر خاصة بالانسحاب يوم 28 يناير" جمعة الغضب، والذى تسبب فى حالة الفراغ الأمنى حينها والتي دامت لشهور عديدة إن لم تكن عامين متتاليين. كانت لهذه الجلسة ردود أفعال على أغلب النشطاء تناوبت بين السخرية والغضب، متداولين عدة عبارات ساخرة عبر صفحاتهم على مواقع "فيس بوك"، مثل "ثورة فوتوشوب، إحنا آسفين يا صلاح، الحرية للمناضل حبيب العادلى". وعن هذا يقول "عصام الشريف" مؤسس حركة الجبهة الحرة للتغير السلمى "إن المحكمة تتعامل مع قضية القرن عكس ما تتعامل مع النشطاء عندما نري العادلي يترافع بالساعات والشباب يتم وضعهم في قفص زجاجي، فإن دل ذلك، فإنما يدل على تعنت المحكمة مع شباب الثورة والتنكيل بهم والوقوف ضد أهداف ثورة يناير". ولفت الشريف إلى أنه "عندما يتهم العادلي الثورة بأنها مؤامرة فإنه يسيء للشعب المصري ويسيء لجيشه العظيم الذي حمي الثورة وأعلن ذلك في بيان رسمي، وأيضًا يسيء للدستور المصري ووثيقة تسليم السلطة في 2014 اللذين أكدا على ثورة يناير، وعندما تعترف الدولة بجميع أركان الثورة، فلا نلوم على المنافقين والقاتلين". فيما أكد حمدى قشطة عضو مكتب سياسى لحركة شباب 6 إبريل (الجبهة الديمقراطية) أن "ما يحدث ليس غريبًا ولا مفاجئًا لنا؛ لأنه متوقع فى ظل انتصار الثورة المضادة، ففى يومين نرى خروج عز ووقوف العادلى مدافعًا عن نفسه فى ساعات ووصف ثورة يناير بالمؤامرة، ومن هنا أصبحنا فى انتظار براءة العادلى أيضاً، فالحرية للمناضلين الشرفاء الذين باعوا وفسدوا وقتلوا وقهروا، والإعدام والسجن لمن أرادوا تحرير الوطن من هؤلاء". وقال "محمد صلاح" المتحدث الإعلامى لحركة شباب من أجل العدالة والحرية "إن ما حدث أمام شاشات التلفاز يؤكد أن النظام فى حالة تحالف وصفقة واضحة وصريحة مع رجال مبارك، الهدف منها إعادة التمكين من البلد كما كانت من قبل ومعاقبة شباب الثورة على ما فعلوه"، وأشار إلى أن محاكمة أمس التى سمحت للقاتل العادلى بالترافع لساعات دفاعًا عن نفسه تضع شبابنا فى أقفاص زجاجية بها ميكرفونات لا تعمل وسماعات يتحكم بها القاضى، فيصبح المعتقل غير قادر على الأقل أن يتواصل مع مدافعيه". وأضاف أن "خروج رجال مبارك يثبت للرأى العام أن الكلام حول عودة نظام مبارك ليس كلامًا فارغًا كما كانوا يدعون، ولكنها حقيقة لا بد أن نعترف بها".