شنت طائرات سلاح الجو الأمريكي غارات على مواقع لبطاريات مدفعية تابعة لأفراد ما يعرف ب"الدولة الإسلامية" (داعش) شمال العراق، وذلك في تطور يأتي بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن قرار يقضي بتوجيه ضربات عسكرية للتنظيم المتشدد. وتوقع رئيس أركان الجيش العراقي بابكر زيباري،:"أن بلاده ستشهد تغييرات كبيرة خلال الساعات القادمة"، على ضوء هذا التحرك العسكري الأمريكي الذي قد يشمل مناطق أخرى خاضعة لسيطرة داعش". وكان أوباما قد أعلن في وقت سابق عن قرار يسمح فيه لسلاح الجو الأمريكي بتوجيه ضربات جوية ضد مواقع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" المنتشرة في العراق، وذلك في خطوة وُصفت ب"المتأخرة" بالنظر إلى تزايد مخاطر هذا التنظيم الذي بدأ مقاتلوه يتمددون ويتوسعون كالجراد في المنطقة. ومن جانبه قال السفير هاني خلاف سفير مصر السابق بالعراق و مساعد وزير الخارجية الأسبق أن القرار الأمريكي ليس مفاجئا، بل كان متوقعا منذ أن التزمت الإدارة الأمريكية لنوري المالكي بحماية الأهداف الحيوية في العراق، بالإضافة إلى مساعدة الجيش العراقي في حربه ضد الإرهاب. وأضاف إنه يتعين النظر إلى قرار "أوباما" من زاويتين مترابطتين، أولاهما الالتزامات الأمريكية تجاه العراق، بينما الثانية لصيقة بالمصالح الحيوية التي تبقى العنصر المحوري الذي يُحدد اتجاهات التحركات الأمريكية في المنطقة. وفي نفس السياق أنتقد "عدي الزيدي" رئيس الحركة الشعبية لإنقاذ العراق، القرار الأمريكي بتوجيه ضربات جوية أمريكية ضد "داعش"، معتبرا إياها جاءت في توقيت متأخر جدًا، واصفا هذا ب"ترقيع الأوضاع". وأشار إلي أن "داعش" تمددت في 6 محافظات عراقية وقد وصلت إلي أطراف إقليم كردستان ب"شمال العراق"، معربًا عن تخوفه من الأضرار التي ستلحق بالمدنيين نتيجة عدم إلمام الطيارين الأمريكان بالجغرافيا العراقية، بالإضافة إلي عدم وجود أي جهات إستخباراتية تبلغهم بأماكن عناصر "داعش". كما طالب الزيدي في تصريحات تليفزيونية من القوي السياسية العراقية الداخلية التصالح و تشكيل حكومة عراقية من جميع الأطراف و تكوين جيش عراقي ويكون الخدمة فيه إجباري لمواجهة "داعش"، مشيرا إلي أن العراقيين فقط هم القادرون على محاربة الإرهاب و ليست التدخلات العسكرية الأمريكية. وأوضح أن هناك رجال أعمال و سياسيين أتراك يدعمون "داعش" و مسلحين متطرفين بسوريا و العراق على الرغم من خطورتهم على تركيا، مشيرا إلي أن تدخل القوات الأمريكية جاء لاقتراب عناصر "داعش" من الحدود التركية.