قال الناقد الدكتور هيثم الحاج علي- نائب رئيس الهيئة العامه للكتاب، إن رواية "مريم و الرجال" الصادرة حديثاً عن دار العين للنشر، للكاتب و الروائي شريف مليكة، تعد أمثولة تاريخية للمجتمع المصري، إذ تختزل التاريخ المصري المعقد جداً والمتسق مع نفسه، بنص روائي يناقش الصراعات الثقافية المختلفة و ينتصر في النهاية للهوية المصرية. و أضاف "الحاج علي" خلال الندوة التي أقيمت مساء أمس بدار العين لمناقشة الرواية، أن التعامل السطحي مع نص "مريم و الرجال" يجعلنا نتوهم أن الكاتب يناقش المشكلة الطائفية، إلا أن القراءة المتأنية تنفي ذلك الوهم و تؤكد أن الهم الرئيسي الذي يسيطر على كاتبها هو كيفية الحفاظ على الهوية المصرية. و يتابع : تدور أحداث الرواية حول عائلة رمسيس المصري، التي تسكن في عمارة ورثتها عن أجدادها، ثم يقوم أحد الأشخاص بتأجير شقة فيها و يأتي بأخويه ليسكنا بها ثم بصديقه و زوجتيه، و كان بينهم شيخ يدعى حسن حاول فرض رؤية أكثر انغلاقاً على العائلة إلا أن ذلك لم يمنع مريم بنت عائلة المصري وصاحبة الروح المستنيرة من التغني بتراثها التي تعشقه، وفي النهاية تقود مريم الثورة ضد الرجعية والتخلف و تنتصر. و أشار "الحاج علي" إلى أن الرواية تدور في فضائين؛ مكاني وزماني غير محددين أي أن الكاتب لا يحاكي واقع ما، لافتاً إلا أن الإشارات التي تنتج عن ذلك تصنع خصوصية الرواية. و تابع : هذا النص أيضاً يقبل الكثير من التأويلات فمن الممكن أن يكون مهند زوج مريم هو مبارك، والشيخ حسن ممثل لتاريخ جماعة الاخوان، لكنها مجرد تأويلات قابلة لتأويلات أخرى، والثابت أن شريف مليكة يطرح فكرة حل الصراعات بالفن والثقافة. قال الروائي الدكتور "شريف مليكة" : أعمل طبيباً و لم أكن أفكر في الكتابة مطلقاً ولكن هجرتي للولايات المتحدةالأمريكية شجعتني كثيراً على الكتابة، بل لولا الهجرة ما كتبت شيئاً، فالحياة في المنفى تجعلك تتخلص من همومك اليومية التي تعوق الرؤية و من ثم إذا تخلصت من هذه الهموم تستطيع أن ترى بوضوح و تتأمل الأشياء ببطيء و عمق شديد. يذكر أنه صدر ل " مليكة" من قبل عدة دواوين شعرية منها دواير وحواديت من كتاب الحب، و المجموعة القصصية "مهاجرين"، وعدة روايات منها: زهور بلاستيك، الملائكة أيضاً تصعد للطابق الثالث، رقصة قوس قزح، و خاتم سليمان.