أعمدة الكهرباء أصبحت مصائد للموت السريع، حيث يمثل السير فى شوارع قرى ومدن ومراكز أسيوط رحلة محفوفة بالمخاطر بسبب أسلاك أعمدة الإنارة المكشوفة وتدلِّيها بالقرب من المارة والأطفال وخروجها من فتحات الصيانة السفلية للأعمدة. "البديل" تدق ناقوس الخطر وتلقى الضوء على هذا الخطر الداهم الذي لا يعبأ به المسئولون بالحكومة، ولا يتحركون إلا بعد وقوع ضحايا من المواطنين، حيث راح ضحية هذا الإهمال العديد من الأطفال والعاملين بالحكومة ومن أبرزهم "أفراد شرطة الحماة المدنية". يقول محمود عبد الحليم سيف الدين عبد المتعال من مواطنى منفلوط ونجل الشهيد مساعد شرطة عبد الحليم سيف الدين بقطاع الدفاع المدنى، إن والده استشهد أثناء أداء واجبه فى إطفاء حريق نشب فى عدد من المنازل خلال شهر يوليو 2013، وذلك نتيجة أسلاك كهرباء مكشوفة أسفل أعمدة الإنارة تلامست مع خراطيم مياه الإطفاء الذى يحمله مساعد الشرطة، مما أسفر عن استشهاده. وأضاف نجل مساعد الشرطة أن المسئولين بشركة الكهرباء يتصورون أن الأمرلا يعنيهم رغم أن هذه الكارثة " الأسلاك الكهربائية المكشوفة " لا يحمد عقباها وأنهم لا يتحركون إلا بعد وقوع ضحايا من المواطنين . وذكر تمام هاشم تمام مدير مدرسة أبو بكر الصديق الابتدائية بمركز الغنايم، أن هشام سميرأحد تلاميذ المدرسة لقى مصرعه بماس كهربائى نتيجة خروج أسلاك الكهرباء من نافذة صيانة أحد أعمدة الإنارة أمام المدرسة وأثناء خروجه من المدرسة أسند بيديه على الأسلاك فلقى مصرعه فى الحال وقامت الإدارة التعليمية بالغنايم بإثارة الواقعة فى ساحة القضاء ضد شركة كهرباء الإقليم ولم يتم إصدار حكم فيها حتى الآن . وأشارت السيدة حمدية كساب 55 سنة "ربة منزل " من قرية بنى عديات التابعة لمركز منفلوط، أنه أثناء قيامها بنشر الملابس على المناشر لتعرضها لآشعة الشمس تعرضت لماس كهربائى أسفر عن إصابتها بغيبوبة استمرت أكثر من الساعة وأنقذتها العناية الإلهية وأن قوة التيار الكهربائى أردتها أرضًا. التقت البديل باللواء إبراهيم حماد محافظ أسيوط لمواجهته بالأزمات التى تواجه المواطن الأسيوطى والطرق التى تحفها مخاطر الموت من كل جانب والحفاظ على أطفال المدارس والعاملين بالمصالح الحكومية المتعلق عملهم بالتيار الكهربائى من أبرزهم " شرطة الدفاع المدنى". وأكد محافظ أسيوط أن أعمدة الإنارة بجميع قرى ومراكز ومدن الإقليم تحتاج إلى صيانة كاملة، مؤكدا أن هناك تنسيقا مع شركة الكهرباء لتشكيل لجان من المهندسين الفنيين وأطقم الصيانة لصيانتها وتغطية الأسلاك المكشوفة من نوافذ الصيانة واستبدال الأسلاك الكهربائية فى القرى بأسلاك مغطاة حفاظا على أرواح المواطنين. وأشار المهندس قطب أنور المسئول الفنى لكهرباء أسيوط، أن هناك تنسيقا مع الأجهزة المحلية وإحدى شركات المقاولات للبدء فى مشروع حفر الأسلاك الكهربائية المغطاة كبديل لأعمدة الإنارة ووجودها على جانبى الطريق وأسفل سطح الأرض بحوالى "60″ سم يكون أكثر سلامة للمواطنين.