شهدت العاصمة المصرية القاهرة، أمس، حراكا سياسيا ودبلوماسيًا لفرض التهدئة فى قطاع غزة، حيث بحث وزير الخارجية الفرنسية، لوران فابيوس، مبادرة القاهرة لوقف إطلاق النار مع نظيره المصرى سامح شكري، والرئيس عبد الفتاح السيسى بمقر الرئاسة بالاتحادية، فضلًا عن زيارة وزير الخارجية الإيطالية إلى مصر لبحث العدوان على غزة ومناقشة الورقة المصرية، وذلك في ظل استمرارعمليات القتل الإسرائيلية في قطاع غزة التي ازدادت شدتها وكثافتها وفاق عدد الشهداء ال 316. وقبيل مغادرته القاهرة اجتمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن ب"فابيوس" وتناول اللقاء سبل وقف العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، ووقف المجازر التي ترتكب بحق شعبنا، وسبل تثبيت المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار التي أطلقت الاثنين الماضي. قال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، إن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، يدفع ثمن الخلاف الدائر في مصر وهناك محاولة لقطر وتركيا لإثبات أن النظام المصري فاشل، وكل هذا يتحمله الشعب الفلسطيني وينزف كل يوم دماء جديدة. ولفت إلى أن إسرائيل لعبت بذكاء على المستوى الدبلوماسي عندما قررت قبول المبادرة المصرية لوقف العنف، بعد ساعات قليلة من الإعلان عنها، لأنها متأكدة من أن حماس سترفضها، فظهرت "إسرائيل" أمام العالم في صورة الدولة المسالمة التي لا تريد مزيدًا من العنف. وأضاف: "رفض حماس للمبادرة المصرية لا يعطي الحق لإسرائيل في بدء عملية اجتياح بري لقطاع غزة"، مؤكدًا أن المبادرة القطرية التركية التي تحدثت عنها وسائل الإعلام لا وجود لها، وجاءت متأخرة، متساءلًا عما تنتظره قطر وتركيا حتى تطالبا جميع الأطراف بوقف إطلاق النار. وطالب "العرابي" مجلس الأمن الدولي، بعقد جلسة طارئة ودعوة جميع الأطراف إلى وقف إطلاق النار، وحتى إن لم يستجب لها أي طرف، إلا أن الدعوة ستكون تعبيرًا عن ضمير العالم، الذي يقف متفرجًا على مصر وهي تحاول إنهاء معاناة الشعب في قطاع غزة – وفق قوله. وفى النفس السياق، قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة سوف يؤثر علي الأمن القومي في الشرق الأوسط. وأضاف «هريدي» أن المبادرة المصرية هي المبادرة الوحيدة المطروحة حتى الآن لوقف العدوان الإسرائيلي على القطاع، مشددًا على ضرورة البدء في مفاوضات جادة سواء من قبل الدول العربية أو الأجنبية مع الحكومة الإسرائيلية لإنهاء الحصار ووقف القتال.