تشهد الأيام الجارية مواجهة قوية بين إسرائيل ومصر في القارة السمراء، خاصة مع استعادة القاهرة لمقعدها مجددا بالاتحاد الأفريقي واستئناف أنشطتها التي تم تعليقها يوليو الماضي بعد الاطاحه بالرئيس السابق "محمد مرسي" عقب تظاهرات 30 يونيو. قبيل وصول الرئيس "عبد الفتاح السيسي" للحكم، شددت كثير من الدوائر السياسية المصرية على ضرورة تعزيز العلاقات مع الدول الأفريقية وعودة القاهرة مرة أخرى لأحضان القارة العجوز، لا سيما بعد أزمة بناء "سد النهضة" الأثيوبي، الأمر الذي دفع الكيان الصهيوني إلى السعي وبقوة للتغلغل في أفريقيا. في ثلاثاء الأسبوع الماضي بدأ وزير الخارجية الصهيوني "أفيجدور ليبرمان" جولة أفريقية زار خلالها 5 دول هي رواندا وغانا وكينيا وإثيوبيا وساحل العاج، استغرقت الجولة 10 أيام اصطحب الوزير الصهيوني معه خلالها وفدا تجاريا تشكل من 50 ممثلا عن شركات إسرائيلية من أجل تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الدول الأفريقية؛ ومن ثم جني ثمار هذه العلاقات سياسيا. صحيفة "معاريف" الصهيونية كشفت في تقرير لها عن أهداف "ليبرمان" من الجولة الأفريقية، فهو يسعى لقبول إسرائيل كدولة مراقبة في الاتحاد الأفريقي، فضلا عن فتح السوق الأفريقي أمام المنتجات الإسرائيلية بديلا عن الأوروبي الذي تراجع كثيرا خلال الشهور الماضية إثر المقاطعة الأوروبية المتنامية. مؤتمر "هرتسليا" أيضا الذي يرسم ملامح الاستراتجية الصهيونية، أوصى العام الجاري بضرورة تعزيز العلاقات الإسرائيلية الأفريقية باعتبار القارة العجوز تمثل بعدا آخر في المفهوم الأمني الإسرائيلي الجديد، مؤكدا في أحد الوثائق التي تم إعدادها بالمؤتمر على أهمية العلاقات بين تل أبيب والدول الأفريقية خلال الفترة المقبلة وانعكساتها سياسيا على الساحة الأقليمية والدولية. ومنذ الساعات الأولى لتولي الرئيس "عبد الفتاح السيسي" الحكم، هاجمه وزير خارجية تل أبيب "أفيجدور ليبرمان" إثر حديث الأول عن القضية الفلسطينية في أولى خطاباته بعد تولي الرئاسة، حيث اعتبر الوزير الصهيوني أن "السيسي" أخطأ حينما قال إن القضية الفلسطينية هي أهم قضية بالشرق الأوسط . وخلال كلمة "السيسي" اليوم في افتتاح القمة الأفريقية بغينيا، أعرب عن اعتزازه بدعم الاتحاد الأفريقي لنضال الشعب الفلسطيني من أجل الحصول على حقه المشروع في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف، الأمر الذي يرجح تصاعد المواجهة بين مصر وإسرائيل خلال الفترة المقبلة بالقارة السمراء.