تقول قناة "آر تي بي اف" البلجيكية إن الانتخابات التشريعية جرت في ليبيا أمس، لاختيار حكومة شرعية ومحاولة إخراج البلاد من حالة العنف ولكن ذلك اليوم تخللته العديد من الحوادث، حيث اغتال مجهولون عضوة المجلس الانتقالي الليبي السابق، المحامية والناشطة في مجال حقوق الإنسان "سلوى بوقعيقيص". وأوضحت القناة أن التصويت في هذه الانتخابات كان حاسمًا لهذا البلد ولمستقبلها، فمنذ الإطاحة بنظام "معمر القذافي" منذ ثلاثة أعوام، سقطت البلاد في الفوضى، نظرًا لأن الميليشيات التي شاركت في اسقاطه لم يتم نزع أسلحتها، كما أن جماعات مسلحة موالية للدكتاتور السابق تشتبك معها باستمرار. وتشير القناة البلجيكية إلى أن هذه الفوضى لم تختفِ من انتخابات الأمس، ففي شرق البلاد كما في مدينة درنة، لم تجرى الانتخابات خوفًا من هجمات المتطرفين، أما في الغرب، الذي جرت فيه فقد تم تعليقها بعد فترة بسبب تعرض صناديق الاقتراع للسرقة. وبشكل أعم، لم تُثِر هذه الانتخابات الاهتمام لدى الليبيين، فقد توجه 42% فقط منهم إلى مراكز الاقتراع للتصويت، وبعد وقت قصير من إغلاقها في الساعة الثامنة مساءً، وقع حادث اغتيال المحامية "سلوى بوقعيقيص". من جانبها، تقول صحيفة "لوموند" الفرنسية إن 1.5 مليون مواطن فقط شاركوا في التصويت بينما شارك أكثر من 2.7 مليون مواطن عام 2012 من أصل 3.4 مليون ناخب مسموح لهم بالانتخاب. وتنقل إذاعة "فرانس برس" عن مسئول بالأمن رفض الكشف عن هويته قوله إن "رجالا ملثمين يرتدون زيًا عسكريًا هاجموا سلوى بوقعيقيصفي منزلها وأطلقوا عليها النار"، كما ذكر متحدث باسم مركز بنغازي الطبي أن "سلوى بوقعيقيص" وصلت في حالة حرجة إلى المستشفى حيث توفيت متأثرة بجراحها بعد ذلك بوقت قصير". وتوضح القناة البلجيكية أنه منذ ثورة 2011، تعد المنطقة الشرقية من ليبيا لاسيما أكبر مدنها بنغازي، مسرحًا لسلسلة من الهجمات والاغتيالات التي تستهدف بشكل خاص قوات الجيش والشرطة والقضاة. وفي آواخر مايو، تعرض أحد الصحفيين الليبيين المهاجمين للتكفيريين للقتل بطلقات نارية في بنغازي التي تعتبر معقل الجماعات المسلحة المتطرفة.