قال الدكتور نصر عارف، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن مصر في غيبة طويلة جدًّا عن إفريقيا، وخرجنا من حساباتها منذ أكثر من عشرين سنة، وأصبح دورنا منعدمًا فيها. وأضاف عارف خلال برنامج "الشارع المصري" الذي تقدمه الإعلامية ضحى الزهيري على قناة العربية "الحدث" أنه يجب على الدولة المصرية إعادة تلك العلاقات مع الدول الإفريقية، ولا بد أن تعود مصر بكامل قوتها، وعلينا تصحيح الأخطاء التي حدثت في الماضي. وأكد عارف أنه توجد بوادر وملامح لحل الأزمة الإثيوبية المتعلقة بنهر النيل؛ لأن إثيوبيا أدركت أن مصر عائدة بقوة، لكن هذه الأزمة لن تحل بمجرد زيارة السيسي لدولة إثيوبيا، فالزيارة ستكون بداية لانفراج الأزمة، لكن الانفراجة الحقيقية تتضمن حلولاً متعلقة بالتجارة والاقتصاد والتعليم، إضافة الى دعم القوى الناعمة المتمثلة في الأزهر والكنيسة، وهذه القوى جميعها لا تتحرك بدون علاقات دبلوماسية. وأضاف أن ملف نهر النيل على رأس أولويات الرئيس السيسي؛ لأن النيل مستقبل أجيال هذا البلد، وهو يعي تمامًا الخلل الموجود حاليًّا في علاقاتنا مع إفريقيا، وسيعمل على تصحيح العلاقات مع أوغندا والسودان وإثيوبيا وإريتريا وغيرها، وعلينا الرجوع إلى سابق عهدنا مع تلك الدول، حيث كانت النخب الإفريقية في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي تشكل في مصر. واستنكر عارف الطريقة التي تعامل بها الرئيس الأسبق مبارك مع إفريقيا، خاصة بعد عملية الاغتيال التي تعرض لها، ومن ثم قراره بتهميش إفريقيا وقطع العلاقات مع أغلب دولها. وأضاف أن الصراعات مع اثيوبيا قديمة وإيجاد حلول لتلك المشاكل والصراعات لن يتم في يوم وليلة؛ لأن إثيوبيا دولة كبرى وليست ضعيفة أو مهمشة.