كنا نسمع كثيرا عن هيبة الدولة، إذا احتجز مواطن وجري إهانته فالإهانة كانت من أجل هيبة الدولة، وإذا اعتقل أو سجن أو عذب أو مارست عليه الداخلية جبروتها فكل ذلك كان من أجل هيبة الدولة، إذا قامت البلدية بالإطاحة بعدة الرزق القليل التي يمتلكها فقراء لم تؤهلهم ظروف حياتهم إلا لفرشة أشياء رخيصة وتافهة في مشهد رأيناه مرات عديدة وكأنها الحرب بين الدولة والمواطن، كل المشهد كنا نفهمه من أجل هيبة الدولة. السؤال الآن هل يمكن أن نبدأ مع الرئيس السيسي مرحلة يمكن أن نطلق عليها مرحلة هيبة المواطن، وهل يمكن أن تحل دولة القانون التي تحقق هيبة المواطن محل دولة الفوضي والمحاسيب والمحظوظين، ربما تكون زيارة الرئيس السيسي منذ أيام للسيدة المصرية التي تعرضت للاعتداء والإهانة وحرق أجزاء من جسدها يوم الاحتفال بتنصيب الرئيس في ميدان التحرير، ربما تكون هذه الزيارة بداية لتحقيق هيبة المواطن، فاللمرة الأولي يزور رئيس الجمهورية مواطنة تعرضت للاعتداء، وللمرة الأولي يقدم الرئيس الاعتذار لسيدة مصرية، وللمرة الأولي يقول رئيس الجمهورية لإنسان حقك هيرجع. هل يمكن أن تشير هذه الزيارة لبدء مرحلة هيبة المواطن، قد يكون حق السيدة المصرية التي تعرضت للاعتداء يمثل جانبا واحدا من غياب هيبة المواطن، الهيبة التي ينتظر الناس أن تحل عليهم، أن يشعر الناس بأن البلد بلدهم، يسيرون في شوارعها وميادينها بلا خوف من شرطة ولا مخبرين، أن يتكلم الناس بلا خوف من اعتقال أو تهديد أو الجدران التي لها آذان، هل يمكن أن يطلب العامل أو يضرب عن العمل وهو يشعر بكرامته لأن له نقابة تحميه هو في مواجهة صاحب العمل، هل يستطيع المواطن أن يجد له أربعة جدران تحميه وأولاده من مصير الشوارع، هل يجد الطفل والشاب مقعدا للدراسة في مكان يفجر طاقته ومواهبه ويطلق لديه القدرة علي الابتكار والإبداع، هل يستطيع المواطن المصري الفقير أن يذهب الى تلقي العلاج دون أن يغلق المستشفي أمامه أبواب الحياة لأنه لا يملك القدرة المادية، هل تكون فرص التوظيف وفرص الترقي مقطوعة الصلة بكل عوامل الوساطة والقرابة والمصالح ولا تكون إلا بالكفاءة والموهبة حتي ينتقل الناس علي سلم الحياة ولا يعيش المواطن عيشة أهله وإنما يعيش عيشة نفسه وظروفه ومواهبه وإمكانياته وقدراته. هل نستحضر مع الرئيس السيسي هيبة المواطن التي إذا تحققت فسوف تتحقق هيبة الدولة التي ستكون ساعتها تحصيل حاصل، وليست كيمياء ومعادلات معقدة وإنما هي مقدمات ونتائج تتحقق عندما تسري روح القانون وروح المساواة بين البشر في الحياة، تتحقق عندما تسري روح العمل والقانون والعدل من الرئيس إلى المواطن، ويبدو أننا بدأنا هذه المرحلة.