تقول صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية إن "نزع التصعيد" الروسي الأوكراني الذي تتمسك به الدبلوماسية الغربية صار مفهوما خاليا من المضمون، فمنذ مساء أمس، وصلت المفاوضات الثنائية على الغاز، التي تعتمد عليها بروكسل لمحاولة استعادة الثقة بين البلدين، إلى طريق مسدود في ظل مخاوف من قطع وشيك للغاز من جانب روسيا. وتتمثل أول مرحلة من عودة الأزمة بين البلدين فيما حدث في ليل السبت الماضي، عندما أسقطت من أطلقت عليهم الصحيفة "الميليشيات الانفصالية" طائرة نقل للقوات الأوكرانية في منطقة لوغانسك، مما أسفر عن مقتل 49 عسكريًا كانوا على متن طائرة الشحن، منهم 40 من جنود المشاة و 9 هم أفراد طاقم الطائرة، وهو ما يمثل أكبر خسائر تصيب الجيش الأوكراني خلال عملية واحدة. وبعد اثني عشر ساعة، بدا الحادث في كييف أنه فضيحة دبلوماسية، وتجمع 300 متظاهر أوكراني حول السفارة الروسية في كييف وهتفوا قائلين "روسيا القاتلة" وألقوا البيض والحصى على واجهة المبنى كما حطموا السيارات الدبلوماسية وكسروا نوافذها ثم قاموا في النهاية بنزع العلم الروسي من أعلى مبنى السفارة. وتوضح الصحيفة أن قوات الأمن لم تتحرك، لافتة إلى أنه في إهانة كبرى للكرملين، تم تصوير وزير الخارجية الأوكراني "أندريه ديشيتسا" جنبًا إلى جنب مع المتظاهرين وهو يهتف "بوتين وغد حقير". هذا الحادث سيترك آثارًا كبيرة بين كييف وموسكو، في حين كان الرئيس الجديد "بترو بوروشنكو" قد بدأ مع نظيره الروسي "فلاديمير بوتين"حوارًا هشًا، إلا أن كييف أعلنت أمس، فتح تحقيقًا جنائيًا بشأن أعمال الشغب والقبض على ثلاثة أشخاص. وتشير الصحيفة إلى أنه على الصعيد العسكري، في حين قامت موسكو بسحب قواتها من الحدود، عاد الشعور بعدم الثقة يخيم على الأجواء مجددًا، حيث نشرت منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) صورًا لدبابات روسية في الأراضي الأوكرانية، مشتبهة في موسكو بأنها تقوم "بتعزيز عدم الاستقرار في شرق أوكرانيا"، كما تتهم واشنطنروسيا أيضًا بإمداد المتمردين بالأسلحة عبر الحدود التي صار من السهل اختراقها.