قالت مجلة "تايم" الأمريكية إن كردستان العراقية هي غالبا الفائز في دوامات الفوضى العراقية، حيث أنه في ليلة 12 يونيو، تجمع مسئولي الحكومة الكردية، والمتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء في حفل على أعلى جبل "سفين"، ولم يكدرهم شيء من الأعمال العدائية على بعد 100 ميل نحو الغرب، مع استيلاء "داعش" على الموصل، متسائلين ما إذا كانت بغداد هي من وقعت في أيدي "داعش" فهل كان سيدافع عنها جنودها أم سيرحلون كما رحل جنود الموصل حتى قبل هجوم "داعش". وتضيف أنه إذا عادت الحرب الأهلية للعراق، هل كانت ستشكل فرقا مع الشمال الكردي المتمتع بحكم بشبه ذاتي، غالبا لا، حيث البشمركة الآن مسيطرين على كركوكالمدينة الإستراتيجية التي سعى الأكراد كثيرا لاستعادتها منذ استيلاء "صدام حسين" عليها 1990. وتوضح أن الشراكة الكردية التركية بها مشاكل خاصة مع تدفق النفط في خط الأنابيب الذي بني حديثا في الشمال، وبدأوا في بناء الفنادق الفخمة من أجل التعامل مع تدفق السياح منذ أصبحت مدينة أربيل وجهة السياحة العربية 2014، وبدأوا في استكشاف مناطق تزلج محتملة في الجبال. لكن واقع وقوف ما يقدر ب5000 مقاتل من "داعش" بين بغداد وأربيل يعد حاجزا ماديا أمام تقسيم موجود منذ ستة أشهر، لذا مع سقوط العراق يتحرك الأكراد بتحفظ نحو هدفهم الذي طال انتظاره: الدولة المستقلة. منذ سنوات تحول الأكراد بعيدا عن العراق واتجهوا لتركيا، على أمل العثور على بطل إقليمي جديد لهم، وكانت المفاجأة عندما وجدوا هذا البطل في رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوجان"، وقد احتضنت تركيا كردستان في الآونة الأخيرة كشريك معتدل ومصدر ثابت مهم للنفط، في نفس الوقت الذي تسعى فيه تركيا لتعزيز نفسها كبوابة نفط من الشرق الأوسط لأوروبا. وعلى الرغم من أن تركيا لا تدعم بعد الاستقلال الكردي، تم إحراز تقدم في تطبيع العلاقات بين تركيا والأكراد في الجنوب، فتركيا هي أكبر مستثمر أجنبي مباشر في المنطقة الكردية، وتم تقوية العلاقات ببناء نموذج خط أنابيب نفط كردستاني إلى تركيا، مما يسمح للأكراد بتصدير النفط والغاز مباشرة من دون مساعدة أو موافقة بغداد.