فجر المنتخب الكوستاريكي أكبر مفاجأة عرفها المونديال الجاري حاليا في البرازيل، وذلك بعدما أسقط أحد المرشحين أوروجواي وفاز عليه بثلاثة أهداف بعدما كان متأخرا بهدف في الشوط الأول. الفوز الكوستاريكي التاريخي أشعل المجموعة الرابعة الحديدية أكثر مما هي مشتعلة، فمنذ إعلان نتيجة القرعة اتفق الجميع أن هذه المجموعة هي الأقوى بوجود أوروجواي وإنجلترا وإيطاليا، فيما اعتبر كوستاريكا الحلقة الأضعف ونقاط مباراتها مضمونة للفرسان الثلاثة، ولكن المنتخب القادم من أمريكا الوسطى أكد أن كرة القدم لا تعترف بالحسابات أو التوقعات المسبقة، وإنما بالجهد والعرق والإيمان بالنفس في درس حقيقي لجميع المنتخبات. وتعد مفاجآة مباراة اليوم أكبر حتى من الفوز الهولندي الساحق على إسبانيا بخماسية أمس، حيث إن مفاجأة لقاء الطواحين والماتادور كانت في قسوة النتيجة فقط، بينما مفاجأة اليوم أكثر أهمية للفارق الهائل في الإمكانيات والتاريخ بين طرفيها. لم تقدم أوروجواي العرض المقنع في الشوط الأول، وظهر الفريق متأثرا بضغوط البدايات، وحتمية الانتصار لصعوبة المبارتين المقبلتين أمام إنجلترا وإيطاليا، بالإضافة لاحترامها الرغبة الكوستاريكية الواضحة في الظهور الجيد بالبطولة. لم يستطع نجوم أوروجواي على رأسهم كافاني وفورلان صناعة فرص محققة، وجاء هدف النصف الأول من المباراة من ركلة جزاء صحيحة حصل عليها لوجانو ونفذها كافاني بنجاح في الدقيقة 22. كوستاريكا رغم إمكانيتها المحدود وصلت لمرمى موسليرا في أكثر من فرصة محققة، ولكن قلة الخبرة لم تساعدها على التعديل، بينما كادت أوروجواي معاقبتها بهدف في اللحظات الأخيرة بتسديدة صاروخية لفورلان تصدى لها الحارس الكوستاريكي نافاس بصعوبة بالغة. الشوط الثاني كان مغايرا تماما، ولم يتوقع أحد من الأوروجوايانيين أن يظهر فريق بلادهم بهذا السوء أو تكون كوستاريكا بهذه القوة والرغبة والعزيمة. كوستاريكا انفجرت في وجه أوروجواي وعادلت النتيجة في الدقيقة 52 بتسديدة يسارية صاروخية من داخل منطقة الجزاء لنجم المباراة كامبيل. وقبل أن تستفيق أوروجواي من صدمة التعادل غير المحسوب جاء الثاني عبر دوارتي بعد ذلك بدقيقتين. توترت أوروجواي ولم يستطع نجومها العودة للسيطرة مجددا، فيما ازدادت الثقة الكوستاريكية وأصمتت آلاف المشجعين القادمين من أوروجواي. وفي الوقت بدل الضائع وأثناء بحث أوروجواي عن تعادل يأتي البديل أورونيا ليؤكد الانتصار في أول لمسة بعد نزوله بعد تمريرة جيدة لكامبيل أيضا. بهذه النتيجة التاريخية تتصدر كوستاريكا المجموعة في انتظار لقاء الطليان والإنجليز، ويتعقد الموقف الأوروجواياني أكثر وأكثر في حسابات العبور.