علقت مجلة "ذا ديبلومات" الآسيوية على حادثة إطلاق النار العشوائي يوم 20 مارس بفندق "سيرينا" الفخم بكابول، وبعدها بيومين؛ أصدر الرئيس الأفغاني "حامد كرزاي" بيانا يقول فيه إن هذا الهجوم الإرهابي قام به جهاز مخابرات من خارج أفغانستان، لكن لم يكشف عنه. وتضيف المجلى أنه بعد الحادثة بأسبوع قال "كرزاي" في مقابلة مع التليفزيون الهندي إن الإرهاب يتم رعايته ودعمه بباكستان، حيث يوجد الجذور الأيديولوجية للمسلحين، وتبين المجلة أنه لمدة أربعة عقود لعب الجواسيس الباكستانيينبأفغانستان، فهم يعرفون المتشددين المحليين، ولعبوا حتى وصلوا إليهم ، وكانت مبرراتهم للتدخل في الشئون الأفغانية: الهند وانسحاب أمريكا. فمنذ تشريح باكستان على يد الهنود والبنجلادشيين في 1971، أصبحت باكستان قريبة لأفغانستان ليكونوا شبكة أمان إذا حدث التنبؤ الوهمي الباكستاني بغزو الهندلباكستان يوما ما، وهذا بالإضافة إلى الاعتقاد السائد بين النخبة في باكستان حول انسحاب الولاياتالمتحدة قريبا وتركها للمشكلة الأفغانية على عتبة باكستان، لكن هذا لا أساس له، حيث تريدها باكستان فارغة ومدمرة طوال الوقت لتتيح لها الفرصة للسيطرة عليها. وتوضح أنه منذ الحرب الأفغانية السوفيتية توجه الجواسيس الباكستانيين بالأموال والأسلحة للمتشددين المفضلين لديهم، وعلموهم في مدارسهم، ولاتزال هذه استراتيجيتهم حتى اليوم ويمكن تلخيصها فيما قاله الدكتاتور "ضياء الحق" لأحد جنرالاته إن أفغانستان يجب أن تترك حتى تغلي تحت درجة الحرارة المناسبة. لكن تشير المجلة إلى أن أفغانستان تعدت مرحلة الغليان فقد اكتوت بالأنانية الأمريكية السامة والاستعمارية الباكستانية. وتلفت إلى أن حركة "طالبان" الأفغانية كانت من صنع الاستخبارات الباكستانية، وكانت "طالبان" وكيل لباكستان عندما استولت على كابول 1996، والآن حركة "طالبان" عبارة عن خليط من الجماعات المسلحة، وقد عادوا لبلادهم وأنشأوا تمرد وحشي واتخذوا اسم "طالبان"، لكن "طالبان" الباكستانية أكثر عداءا ورفضا للسلطات الحاكمة من "طالبان" الأفغانية. ووراء كل هذا تكمن الهند التي لديها وجود نشط في أفغانستان اليوم، وهذا يقلق باكستان من تطويق الهند لها عبر أفغانستان، لكن شك الاستخبارات الباكستانية في الوجود الهنديبأفغانستان يتجاهل مصلحة نيودلهي في أفغانستان مستقرة ومزدهرة، ويتجاهل أيضا التاريخ الطويل بين أفغانستانوالهند ، والمساعدات الهنديةلأفغانستان. وهكذا فبغض النظر عن الفائز في الانتخابات الرئاسية الأفغانية، ستكون باكستان داخل الأعمال الأفغانية بشكل عميق، وستكون مسئولية الدول المجاورة والمجتمع الدولي الذي يزال يهتم بالعمل على التأكد من أن أفغانستان لا يتم السيطرة عليها عبر خط دوراند.