ينظر العالم بأسره إلى الانتخابات الرئاسية السورية يوم الثلاثاء المقبل ويراقب الغرب هذا الحدث الذي نغصت بشائره على عواصم الناتو مخططها التدميري في سورية فقد رد اوباما على سير الدولة الوطنية السورية في طريق الديمقراطية التنافسية والتعددية بمنع الانتخابات في دول الناتو والجمهوريات والممالك والمشيخات التابعة والسبب أنهم قادرون على توقع فوز الرئيس بشار الأسد في أي انتخابات نزيهة كما قال قادة الاستخبارات الأميركية والغربية غير مرة. أولاً: أظهرت الانتخابات في الخارج وخصوصا في لبنانوالأردن أن النازحين السوريين الذين عدتهم حكومات العدوان مطية سهلة انقلبوا جيشا احتياطيا لبلادهم ولدولتهم الوطنية كما ردد جماعة 14 آذار في لبنان الذين خيم عليهم الذهول أمام التسونامي الانتخابي في السفارة السورية التي تباهوا بقيامها ثم طالبوا بإغلاقها وقد استداروا فجأة قبل أيام من بكائيات التفجع على آلام النازحين التي تاجروا بها وحصدوا باسمها الغنائم والعطايا لثلاثة أعوام إلى المطالبة بطردهم بذريعة انتمائهم السياسي إلى دولتهم وتأييدهم لرئيسهم. يتزامن التحول في الموقف الشعبي السوري مع جملة من التطورات والأحداث التي أزاحت الغشاوات عن العيون في كل سورية ولدى سوريي الداخل والخارج فقد تكشفت حقيقة ان سورية تتعرض لعدوان استعماري ولاتعيش ثورة وصارت تلك الحقيقة ساطعة لا تحتاج إلى برهان بينما اختبر السوريون العاديون طبيعة البدائل التي يعدها لهم حلف العدوان على سورية بقيادة الولاياتالمتحدة وبالشراكة مع دول الناتو والتحالف القطري السعودي التركي وعلى الأرض يعاني السوريون من فظائع الإجرام القاعدي ومن لصوصية الجماعات المسلحة وإرهابها بينما واجهات المعارضات السياسية المستعملة في العدوان لا تقل نتانة في فسادها وعمالتها وخضوعها للإملاءات الأجنبية. ثانياً: يختار السوريون بغالبيتهم الساحقة الانحياز لدولتهم الوطنية ولجيشهم العربي السوري مقابل ذلك البديل العميل الذي لا يعني سوى الفوضى والدماء والخراب وقد استفاق من خدعوا على الوقائع العنيدة والقاهرة فتحولوا إلى الدولة من جديد وتجاوبوا مع مبادرات المصالحة وإلقاء السلاح وهذا مسار يتواصل خصوصا وقد افتضحت علاقة العديد من تلك الواجهات بالعدو الصهيوني وظهرت صورة "المعتدلين "الذين قرر باراك اوباما مدهم بالسلاح وبالمال السعودي وتدريبهم في الأردن فهم ليسوا سوى ميليشيا عميلة لإسرائيل مهمتها تنفيذ شريط حدودي عازل في تخوم الجولان تشرف عليه مخابرات الكيان الصهيوني. في هذا المشهد بات تقدم الجيش العربي السوري وبسط سيطرة الدولة من جديد هو المعادل الطبيعي لفكرة الأمان والمصالحات واسترجاع الاستقرار الراسخ الذي كان ميزة يتباهى بها السوريون في كل مكان وانتصار الدولة الوطنية على الحرب الكونية بات مرادفا لخلاص سورية وشعبها من المعاناة ولتثبيت الوحدة الوطنية للشعب والأرض كما هو يعني صون السيادة والاستقلال وتثبيت خيار العروبة المقاومة الذي استنتدت إليه قوة سورية الإقليمية منذ ما يزيد ثلاثين عاما وتبلور عبره ثقلها النوعي في المنطقة والعالم. ثالثاً: التصميم على إجراء الانتخابات الرئاسية السورية هو تعبير عن التمسك برفض التدخلات الأجنبية واختيار الطريق الوطني إلى التغيير السياسي وبينما تدشن سورية الثلاثاء اول انتخابات تعددية لرئاسة الجمهورية يظن كثيرون بحق ان المرجح في حساب النتائج هو فوز ساحق للرئيس بشار الأسد الذي يرمز لجميع المعاني الوطنية والتغييرية التي تلهب حماسة السوريين في الدفاع عن وطنهم وعن دولتهم الوطنية لكن النتائج كما يرصدها أعداء سورية وأصدقاؤها هي بالذات حجم المشاركة في الانتخابات ونسبة الاقتراع فتلك هي الإشارة إلى حجم الكتلة الجماهيرية التي تستند إليها الدولة الوطنية في صمودها ومقاومتها وشرعيتها وفي طريقها لإعادة الأمان إلى سورية ويقينا فإن السوريين قادرون على إدهاش العالم من داخل سورية كما فعلوا من خارجها. الثلاثاء مفصل حاسم في مسيرة وطن وشعب نحو الانتصار على أشرس عدوان استعماري وأعتى حرب كونية تتعرض لها دولة مستقلة في العالم المعاصر وتشخص الأبصار إلى سورية وانتخاباتها بوصفها محطة فاصلة في ملحمة مقاومة على مساحة المنطقة والعالم وحيث نأمل ان يؤكد السوريون مجددا تمسكهم بدولتهم الوطنية وبخيارها الديمقراطي التعددي على قاعدة الاستقلال والسيادة الوطنية والمقاومة ضد العدوان والهيمنة الاستعمارية الصهيونية …