استقل نشطاء فلسطينيون اليوم الثلاثاء حافلة يستخدمها المستوطنون اليهود عادة، في محاولة لإبراز ما يسمونه سياسة “الفصل” الإسرائيلية بين فلسطينيي الضفة الغربية والمستوطنين. احتشد ستة نشطاء رافقهم نحو عشرين صحفي محلي في محطة حافلات شرقي رام الله وقرب مستوطنة بسغوت، والتي تستخدمها شركة حافلات إسرائيلية. ومرت ثلاث حافلات وسط الحشد دون أن تتوقف غير أن النشطاء تمكنوا من ركوب الرابعة. وقال النشطاء الذين كانوا يرتدون قمصان قطنية بيضاء مكتوب عليها شعارات مثل “الكرامة” و”الحرية” ويعتمرون أغطية رأس عربية إنهم أرادوا أن يروا كيف سيكون رد فعل المستوطنين وما إذا كان الجنود الإسرائيليون سيسمحون لهم بالمرور عبر حواجز الطرق المنصوبة على أطراف القدس. تجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد قانون يمنع الفلسطينيين من استخدام الحافلات الإسرائيلية. لكن الفلسطينيين اعتادوا ارتياد الحافلات التي تشغلها شركات فلسطينية، فيما يستخدم المستوطنون اليهود حافلات شركة “إيجد” التعاونية الإسرائيلية والتي غالبا ما تكون مصفحة لحمايتها من هجمات القنابل وإطلاق النيران من قبل المسلحين الفلسطينيين. منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000 ، استخدمت إسرائيل حواجز طرق عسكرية لعزل قطاعات من طرق الضفة الغربية، كي يستخدمها المستوطنون وحدهم للوصول إلى المستوطنات. وتقول إسرائيل إن هذه الإجراءات مفروضة لدواع أمنية، بعد أن نصب مسلحون فلسطينيون كمينا لسيارات إسرائيلية. غير أن الإجراءات الأمنية خلقت فصلا حقيقيا يتسبب في انتهاكات كبيرة لحقوق الفلسطينيين، وأهمها حرية التحرك. وقالت الناشطة حورية زيادة للصحفيين:” ليس هدفنا ارتياد الحافلات، بل أن نبرز سياسة التمييز العنصري والعزل الإسرائيلية”. يشار إلى أن ما يزيد على ثلاثة مئة ألف مستوطن يهودي يعيشون في 121 مستوطنة يهودية تنتشر في الأراضي المحتلة، بين نحو 4ر2 مليون فلسطيني.