المفردات اللغوية ليها جانب سيكولوجي مهم على إللي بيلقي الكلام وعلى متلقيه ، سواء كان الإلقاء أو التلقي عن طريق القراءة أو الكتابة أو عن طريق السمع أو خلافه ، علشان كده في الغالب الحضارة الغربية وخصوصاً في فترة الرينيسانس وبعدها إلى الآن إهتمت بدراسة الكلام والمفردات جدياً ، لدرجة إن كل كلمة بتستخدم في العلوم الإنسانية بيتم انتقاءها بعناية بالغة وساعات بيتم تغيير المفردات بسبب قصورها أو بسبب عدم مطابقتها للمعنى المراد ، ومافيش هزار في الموضوع ده في الأوساط الأكاديمية . وفي معاني مفردات اللغة الإنجليزية مثلاً ، بيتم التواصل مع معاني الكلمات حول محور زمني وهو القرن الثاني عشر في أغلب القواميس اللغوية ، والقرن الثاني عشر بيمثل نقطة زمنية مهمة في اللغة الإنجليزية لأنه بيتعلق بفترة ال Middle English "إنجليزية القرون الوسطى" ، وعليه أي كلمة بيتم البحث فيها بنلاقي قواميس إنجليزية كتيرة بتحدد إن كانت الكلمة تم استخدامها لأول مرة قبل القرن الثاني عشر أو بعده . النقطة المثيرة للإهتمام في حالتنا هي كلمة "القانون" ! كلمة القانون مش كلمة عربية على الإطلاق ، ويُقال في بعض المصادر إنها مأخوذة من كلمة لاتينية قديمة بمعنى العصا أو المسطرة . لكن …. الكلمة مأخوذة من كلمة "Canon" وهي كلمة إستخدمت لأول مرة قبل القرن الثاني عشر – وفي أواخر العصر اللاتيني – وتعني حزمة التشريعات المصدق عليها عن طريق المجلس الكنسي ، أي أن أصل الكلمة معناها "تشريع ديني – كنسي" . أما في اللغة الإنجليزية فما يتم إستخدامه للصيغة المدنية هو كلمة Law . يعني كلمة القانون إللي بنستخدمها ليل نهار هي في أصلها تشريع ديني ! ، وإللي اختار الكلمة دي ليصف التشريع في الغالب كان عارف هو بيعمل إيه !