يقول موقع "ألجيري فوكوس" الجزائري الناطق بالفرنسية إن مستخدمي الإنترنت شنوا هجومًا في الشبكات الاجتماعية والمدونات على "نورية بن غبريت" وزيرة التربية في الحكومة الجزائرية الجديدة منذ الساعات الأولى من تعيينها. لكن هذه الانتقادات لم تستهدف برنامج أو خطة عمل الوزيرة الجديدة التي لم يتح لها الوقت لتقديمه حتى الآن، وإنما هذا "الهجوم الكلامي" استهدف أولا وقبل كل شيء أصولها اليهودية ففي الجزائر، أصول الوزراء تطغي على أي شيء آخر، فلا يهم ما ينوي اقتراحه، أو القيام بعمله أو تغييره، فإذا كان من أصول معينة، مكروهة، فإنه يحظى بكراهية المواطنين ويطالبون برحيله. ويرى الموقع أن هذا الجدل العقيم حل محل النقاش البناء والإهانة محل المناقشة العقلانية المحترمة، محذرًا من أن هذه العادات المؤسفة لدي كثير من المواطنين بالجزائر أصبحت تهديدًا حقيقيًا على التفكير السليم. ويوضح أن الهجوم الأخير على الوزيرة "نورية بن غبريت" يثبت أن هذه العادات المؤسفة صارت مرضا يصيب قطاعا كاملا من الرأي العام الجزائري، ذلك الرأي الذي يتغذى باستمرار على نظريات المؤامرة والعبارات العنصرية. ويشير الموقع إلى أن البعض وصل إلى حد التأكيد أن وكالة الأنباء الجزائرية الحكومية لم تكتب اسم الوزيرة بالكامل وهو "نورية بن غبريت رمعون" حتى لا تتسبب في صدمة الجزائريين؛ لأن "رمعون" اسم يهودي. يضيف الموقع أن الملاحظة الأولى هي أنه ليس هناك دليل على أن الوزيرة الجديدة من أصول يهودية، حتى وإن كانت كذلك، فأين المشكلة؟ هل يعتبر اليهود في الجزائر مواطنون من الدرجة الثانية؟ وهل هناك قانون يطلب التحقق من الديانة الإسلامية لكل وزير معين؟ وهل المطلوب من كل وزير أن يدير قطاعه جيدًا وتطوير إدارته والحصول على أداء يساعد على تطوير البلاد أم أن يتلو القرآن وأن يؤدي الصلاة بدقة؟. يقول الموقع أن هذا الجدل العقيم يشير إلى الجهل العميق للجزائريين بتاريخهم، فاليهود الجزائريون شكلوا منذ عدة قرون جزءًا مهما من الذاكرة الجماعية، ولعبوا دورًا كبيرًا في التاريخ الوطني، ويهود الجزائر لم يكونوا موجودين فقط منذ "أنريكو ماسياس" والاستعمار الفرنسي، وإنما عرفوا هذه الأرض منذ العصور القديمة، إلا أن هذه الحقيقة لا تدرس للأطفال في المدارس. ويختتم الموقع بأنه أيًا كانت أصولها، فإن "نورية بن غبريت"لديها حقوق تحترم مثل أي مواطن جزائري وتخضع لنفس المطالب الموجهة لوزراء الحكومة، مؤكدًا أنه في اليوم الذي سيتفهم فيه المواطنون ذلك، ستتباهى الجزائر بصحوتها السياسية.