اهتمت الصحف العالمية اليوم، بالذكرى 99 لمذبحة الأرمن التي قام بها الأتراك في عام 1915، حيث راح ضحيتها مليون ونصف شخص في عهد الدولة العثمانية، من خلال مجازر وعمليات ترحيل وتهجير قسري، واعتقل فيها أكثر من 250 من أعيان الأرمن في اسطنبول، وبعد ذلك طرد الجيش العثماني الأرمن من ديارهم، وأجبرهم على السير لمئات الأميال إلى الصحراء، وحرمانهم من الغذاء والماء، بالإضافة إلى الاغتصاب والاعتداء الجنسي على نسائهم، وقد راح ضحية هذه المذبحة بعض من الطوائف الأخرى مثل المسيحيين والسريان والكلدان والآشوريين. وتقول صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية إن رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوجان" قدم اليوم تعازيه لأحفاد ضحايا المذبحة، رغم رفض الأتراك وصف ما فعلوه ضد الأرمن بالإبادة الجماعية، موضحة أن البيان صدر بسبع لغات. وتشير الصحيفة إلى أن رئيس اللجنة الوطنية الأرمينية الأمريكية "آرام هامباران" رفض تصريحات "أردوجان" ووصفها بالباردة والساخرة، مؤكدا أنه بذلك تزيد أنقرة من عزلتها الدولية، بإصرارها أنها لم ترتكب المذابح ضد الشعب الأرمني. ومن جانبها، تقول صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، إن رفض تركيا الاعتراف بالإبادة الجماعية ضد الأرمن تسبب في توترات دبلوماسية مع فرنسا، حيث إن عددا كبيرا من المواطنيين الفرنسيين من أصول أرمينية، كما أن هناك توترات مع الولاياتالمتحدة بسبب نفس القضية. وترى أن تصريحات "أردوجان" اليوم، تهدف إلى تخفيف حدة التوتر مع الغرب قبل عام واحد من اكتمال 100 عام على المذبحة، ومن جهة أخرى يحاول تحسين صورته وصورة حكومته التي توصف بالاستبدادية. ويقول "ريتشارد جيراجوسيان" مدير مركز الدراسات الإقليمية في أرمينيا:" يعتبر تعليق أردوجان تعليقا تاريخيا فهو الأول الذي يتحدث حول هذه القضية، ولكنه يهدف إلى تحسين صورته قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في أغسطس المقبل. ولا تزال تركيا حتى الآن تحمل نفس المشاعر المعادية لأرمينيا، حيث تعمل أنقرة على تعميق علاقتها مع أذربيجان جارة أرمينيا، لزيادة التوترات الإقليمية بين البلدين، حيث أصبحت أذربيجان واحدة من أكبر أسواق الاستثمارات لدى تركيا، بالإضافة إلى تأسيسها لمشاريع البنية التحتية. واختتمت الصحيفة أنه بعد إرسال أردوجان" تعازيه لأحفاد الأرمن، أحرق آلاف الأرمن اليوم علما تركيا، دون أن يطلب الصفح، وقد ذكرت وسائل الإعلام الأرمينية أن نحو 10 آلاف شخص شاركوا في مسيرة بيريفان، بدأت بحرق العلم التركي وإيقاد المشاعل، قبل أن يتوجهوا إلى النصب التذكاري لضحايا إبادة الأرمن.