لا يمكن مقارنة الشهرة التي اكتسبها أي كاتب آخر بشهرته عالمياً على كافة المستويات، فقد دخل إلى جميع الثقافات والمجتمعات الأدبية والفنية والمسرحية في كل بلدان العالم. وليام شكسبير، الراحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من العام 1616، الذي اعتمد في مسرحه وشعره على العواطف والأحاسيس الإنسانية، مما عزز من عالميته واستمراريته، فأبطال مسرحياته المأسوية شخصيات تتميز بالنبل والعظمة والعواطف الإنسانية، وتؤثر في الجمهور والقراء أينما كانوا ولا تزال الشخصيات الكوميدية تضحك الجمهور لما في تصويرها من ذكاء ودقة وفكاهة، وتترك شخصياته النسائية، مثل كليوباترا وجولييت والليدي ماكبث وروزالند وبورشيا وبياتريس وميراندا، أكبر الأثر عند القراء وجمهور المسرح والسينما أينما كانوا. وتكمن براعة شكسبير في القصص المثيرة التي يستخدمها في مسرحياته، والمخزون الغني من الشخوص التي يمتزج فيها الخير والشر والعاطفة والعقل، واللغة الشعرية البليغة، والبراعة في التلاعب بالكلمات والألفاظ، والمفردات الجديدة. تعود أهمية شكسبير في كونه الابن النجيب لفكر وفن عصر النهضة الأوربية بامتياز. فهذا الفكر الذي عالج جوهر الإنسان الفرد وموقعه في الكون ودوره في الحياة. أنتج شكسبير معظم أعماله المعروفة بين 1589 و1613، حيث كانت مسرحياته الأولى بشكل عام كوميدية وتاريخية، تميزت بالتعقيد والحبكة الفنية، بحلول نهاية القرن 16 كتب التراجيديات بما فى ذلك (الملك لير وهاملت وعطيل ومكبث)، وقد اعتبرها البعض من أفضل الأعمال باللغة الإنجليزية وفى آوخر حياته قيل أنه كتب الكوميديا التراجيدية والمعروفة أيضاً باسم الرومانسيات وتعاون مع كتاب مسرحيون آخرون. أشد المآسي قسوة في أعماله لا تخلو من لحظات تزخر بالهزل المكشوف، وهو يصور الحياة التي تنبض في صوت مكتوم على توقيع العواطف والشهوات، والمتناقضات، بلغة تتسم أحيانا بالغرابة، وأحيانا أخرى بالعاطفة. يمكن تقسيم نتاج شكسبير المسرحي إلى المأساة والملهاة والمسرحيات التاريخية، كما كتب عددًا من المسرحيات التي يصعب إدراجها ضمن هذه التصنيفات المألوفة، واعتاد النقاد إطلاق صفة «المسرحية الرومنسية» أو «التراجيكوميدية» عليها. أظهر شكسبير براعته في أن يؤلف صورة متناسقة الأجزاء، من خيوط مختلفة من قصص جاءت من الشرق ومن إيطاليا، وانصرف طيلة أعوام خمسة إلى الملهاة بصفة أساسية، وربما أدرك أن الجنس البشري المنهوك يخص أسمى جوائزه للذين يستطيعون إلهاءه بالضحك والخيال.