أكدت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها أن حلف شمال الأطلسي يكيل الاتهامات المغرضة إلى روسيا مؤخرا في وثائقه بطريقة أصبحت تقليدية، وتحمّل موسكو مسئولية الأزمة الراهنة في أوروبا، مشيرة إلى أن خطاب الناتو المسيس الحالي تجاوز خطابه الدعائي في زمن العدوان على يوغسلافيا. وأوردت الخارجية الروسية وقائع مبادرات ومواقف روسيا الهادفة إلى تعزيز منظمات الأمن والتعاون في أوروبا واقتراحها عام 2008، وأشارت الخارجية الروسية إلى أن موسكو بعد انتهاء الحرب الباردة "اتخذت خطوات لتخفيف التوتر العسكري في المنطقة الاورأطلسية من خلال تخفيض التسلح التقليدي في أوروبا، كما أنها حملت على عاتقها التزامات الاتحاد السوفيتي، وسحبت القوات من بلدان شرق أوروبا والبلطيق، ونفذّت بشكل كامل اتفاق تدمير الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى". ولفت بيان الخارجية الروسية إلى أن موسكو اقترحت تعديل اتفاقية "دافوس" المتقادمة الخاصة بالقوات التقليدية في أوروبا، والمصادقة على اتفاقية "دافوس" لعام 2004 المعدّلة، فيما لم تف دول حلف الناتو بالتزاماتها ذات الصلة المنصوص عليها في القانون المؤسس لاتفاق عام 1997 الخاص بالعلاقات الثنائية والتعاون والأمن بين روسيا الاتحادية ومنظمة حلف شمال الأطلسي. وذكّر البيان أنه في إطار التعاون بشأن استقرار الوضع في أفغانستان سمحت روسيا لدول الحلف في نقل شحناتها إلى هناك عبر الأراضي الروسية، كما لفت إلى مقترح الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" للتعاون بشأن مشكلة الدرع الصاروخية في أوروبا والذي لم يتحقق فيها شيء بسبب قرار الرئيس الأمريكي "باراك أوباما"، إقامة منطقة التموضع الثالثة للدرع الصاروخية. واختتمت الخارجية بيانها بالإشارة إلى أنه "على الرغم من الاختلاف في الرأي بشأن توسع الناتو، وإقامة الدرع الصاروخية الأمريكية في أوروبا، وعدم مراعاة حلف الناتو قواعد القانون الدولي، فإن روسيا طورت تعاونها بإخلاص مع الحلف في المجالات ذات المنفعة المتبادلة مثل مكافحة الإرهاب، وتهريب المخدرات والقرصنة البحرية والاستجابة للكوارث الطبيعية والتقنية، والتعاون بشأن أفغانستان، وذلك في إطار تعزيز جهودها للتخلص من إرث الحرب الباردة، أما عن أعمال الناتو، فإن الوقائع تتحدث أفضل من أي كلمات".