مدبولي: نعمل مع الوزارات المعنية على تسهيل إجراءات التسجيل العقاري للوحدات السكنية    تعاونيات البناء والإسكان تطرح وحدات سكنية ومحلات وجراجات للبيع بالمزاد العلني    برنامج الأغذية العالمي: الوضع الإنساني بقطاع غزة كارثي.. ومخزوننا الغذائي بالقطاع نفد    بيروت ترحب بقرار الإمارات بالسماح لمواطنيها بزيارة لبنان اعتبارا من 7 مايو    رئيس حزب فرنسي: "زيلينسكي مجنون"!    فاركو يسقط بيراميدز ويشعل صراع المنافسة في الدوري المصري    سيل خفيف يضرب منطقة شق الثعبان بمدينة طابا    انضمام محمد نجيب للجهاز الفني في الأهلي    أوديجارد: يجب استغلال مشاعر الإحباط والغضب للفوز على باريس    زيزو يخوض أول تدريباته مع الزمالك منذ شهر    إسرائيل تدرس إقامة مستشفى ميداني في سوريا    التموين: ارتفاع حصيلة توريد القمح المحلي إلى 21164 طن بالقليوبية    الزمالك: نرفض المساومة على ملف خصم نقاط الأهلي    الشرطة الإسرائيلية تغلق طريقا جنوب تل أبيب بعد العثور على جسم مريب في أحد الشوارع    حرس الحدود بمنطقة جازان يحبط تهريب 53.3 كيلوجرامًا من مادة الحشيش المخدر    استشاري طب شرعي: التحرش بالأطفال ظاهرة تستدعي تحركاً وطنياً شاملاً    المخرج طارق العريان يبدأ تصوير الجزء الثاني من فيلم السلم والثعبان    البلشي يشكر عبد المحسن سلامة: منحنا منافسة تليق بنقابة الصحفيين والجمعية العمومية    ترامب يطالب رئيس الفيدرالي بخفض الفائدة ويحدد موعد رحيله    الهند وباكستان.. من يحسم المواجهة إذا اندلعت الحرب؟    حادث تصادم دراجه ناريه وسيارة ومصرع مواطن بالمنوفية    التصريح بدفن جثة طالبة سقطت من الدور الرابع بجامعة الزقازيق    ضبط المتهمين بسرقة محتويات فيلا بأكتوبر    تعديل بعض أحكام اللائحة التنفيذية لقانون سوق رأس المال    مفتي الجمهورية: نسعى للتعاون مع المجمع الفقهي الإسلامي لمواجهة تيارات التشدد والانغلاق    23 شهيدًا حصيلة الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر اليوم    مديرية العمل تعلن عن توفير 945 فرصة عمل بالقليوبية.. صور    رسميًا.. إلغاء معسكر منتخب مصر خلال شهر يونيو    مورينيو: صلاح كان طفلًا ضائعًا في لندن.. ولم أقرر رحيله عن تشيلسي    فيبي فوزي: تحديث التشريعات ضرورة لتعزيز الأمن السيبراني ومواجهة التهديدات الرقمية    كلية الآثار بجامعة الفيوم تنظم ندوة بعنوان"مودة - للحفاظ على كيان الأسرة المصرية".. صور    نائب وزير الصحة يُجري جولة مفاجئة على المنشآت الصحية بمدينة الشروق    مصر تستهدف إنهاء إجراءات وصول السائحين إلى المطارات إلكترونيا    الداخلية تعلن انتهاء تدريب الدفعة التاسعة لطلبة وطالبات معاهد معاونى الأمن (فيديو)    رابط الاستعلام على أرقام جلوس الثانوية العامة 2025 ونظام الأسئلة    رغم توقيع السيسى عليه ..قانون العمل الجديد :انحياز صارخ لأصحاب الأعمال وتهميش لحقوق العمال    في السوق المحلى .. استقرار سعر الفضة اليوم الأحد والجرام عيار 925 ب 55 جنيها    صادرات الملابس الجاهزة تقفز 24% في الربع الأول من 2025 ل 812 مليون دولار    كندة علوش: دخلت الفن بالصدفة وزوجي داعم جدا ويعطيني ثقة    21 مايو في دور العرض المصرية .. عصام السقا يروج لفيلم المشروع X وينشر البوستر الرسمي    إعلام الوزراء: 3.1 مليون فدان قمح وأصناف جديدة عالية الإنتاجية ودعم غير مسبوق للمزارعين في موسم توريد 2025    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : انت صاحب رسالة?!    تقرير المعمل الجنائي في حريق شقة بالمطرية    بالفيديو.. كندة علوش: عمرو يوسف داعم كبير لي ويمنحني الثقة دائمًا    بلعيد يعود لحسابات الأهلي مجددا    بدء الجلسة العامة لمجلس الشيوخ لمناقشة تجديد الخطاب الدينى    الأوقاف تحذر من وهم أمان السجائر الإلكترونية: سُمّ مغلف بنكهة مانجا    غدا.. الثقافة تطلق برنامج "مصر جميلة" للموهوبين بالبحيرة    وزير الصحة يبحث مع نظيره السعودي مستجدات التعاون بين البلدين    في ذكرى ميلاد زينات صدقي.. المسرح جسد معانتها في «الأرتيست»    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم 4-5-2025 في محافظة قنا    الرئيس السيسي يوافق على استخدام بنك التنمية الأفريقي «السوفر» كسعر فائدة مرجعي    دعوى عاجلة جديدة تطالب بوقف تنفيذ قرار جمهوري بشأن اتفاقية جزيرتي تيران وصنافير    الأزهر للفتوى يوضح في 15 نقطة.. أحكام زكاة المال في الشريعة الإسلامية    هل يجوز للزوجة التصدق من مال زوجها دون علمه؟ الأزهر للفتوى يجيب    خبير تغذية روسي يكشف القاعدة الأساسية للأكل الصحي: التوازن والتنوع والاعتدال    الإكوادور: وفاة ثمانية أطفال وإصابة 46 شخصا بسبب داء البريميات البكتيري    تصاعد جديد ضد قانون المسئولية الطبية ..صيدليات الجيزة تطالب بعدم مساءلة الصيدلي في حالة صرف دواء بديل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حقيقة الربيع العربي و دوافع الحرب علي سوريا
نشر في البديل يوم 17 - 04 - 2014

بدأت القصة منذ العام 1992 جراء قمة الأرض في ريوديجينيرو ، حيث تم إقرار إتفاقية كيوتو للحد من إنبعاث الغازات الى الجو و لمنع تفاقم الإحتباس الحراري
و في العام 1994 ألزم الإتحاد الآوروبي نفسه بهذه الإتفاقية و أصبح الغاز أهم من النفط, و الغاز موجود في إيران و روسيا فهل ستسمح واشنطن بزيادة النفوذ الروسي في آوروبا و العالم ؟
في العام 1995 عقدت صفقة الغاز في قطر أدت الى إنقلاب الإبن على أبيه , و بدأ إستخراج الغاز لتلبية الطلب الآوروبي, فكان البدء بتسييل الغاز القطري كون لا يمكن مدد أنابيب من قطر الى آوروبا, و البحرين و سلطنة عمان يشترون غاز ايراني بينما الغاز القطري مخصص للسوق الآوروبية لمنافسة الغاز الروسي, و جاء هذا بعد أن قامت واشنطن بإشعال الشيشان و يوغسلافيا بوساطة الأفغان العرب.
في العام 1996 كان بوتين قد بدأ الامساك بزمام الإمور جراء الوضع في الشيشان و تأسست شركة غازبروم التي
ستصبح هي الحاكم الفعلي لروسيا على غرار الشركات الأمريكية التي تحكم الولايات المتحدة
اتفق الإتحاد الآوروبي على العملة الموحدة التي ستطلق للحياه في العام 1999 ليصبح هناك منافس للدولار, يحتل قسم من إحتياطات الدول على حساب الدولار, الخطر الأكبر بدء التكامل الروسي الصيني في العام 1997 بعد حل كل المشاكل التي كانت عالقة أبان العهد السوفيتي و الخوف من التبادل التجاري بينهم بدون الدولار, و بين روسيا و آوروبا بدون الدولار.
مثال:- روسيا تشتري حاملة مروحيات فرنسية , فلو باعت الغاز لآوروبا باليورو, و دفعت ثمن الحاملة باليورو فهي تؤسس لمرحلة ما بعد الدولار.مثال 2: الوقود الحيوي اليوم في آوروبا نسبته 7% و سيصل الى عشرة بالمئة لاحقا و الغاز خلال السنوات القادمة سيزيد بنسبة 37% و مع اتفاقيات كيوتو سيصبح هناك طلب متزايد على الطاقات البديلة, و معظم هذه الطاقات خارج السيطرة الأمريكية.
مشروع الشرق الأوسط الجديد:- واشنطن تدرك خريطة الغاز في المنطقة و هي في تركمانستان و أذربيجان و إيران و مصر , و الغاز الذي كانت تعلم به واشنطن فقط في ساحل البحر الأبيض المتوسط ما بين فلسطين و لبنان و قبرص, و أدركت واشنطن إن السيطرة على هذه المنابع تعني بقاء واشنطن قطب أوحد يدير العالم, فهي قادرة على منافسة الغاز الروسي , و كون غاز أذربيجان و تركمانستان الوصول لهم صعب كونهم في منطقة نفوذ روسي , فإن الوصول لهم سهل في حال سيطرت واشنطن على غاز المتوسط و زودت آوروبا بالغاز و أصبحت موسكو عاجزة عن شراء الغاز من آسيا الوسطى, التي سترغم للدخول في النفق الأمريكي, و لكن الحصول على الغاز في المتوسط يحتاج الى سلام في المنطقة, و السلام في المنطقة وفق الشرعية الدولية سيكون بداية نهاية إسرائيل, و هنا قررت واشنطن تقسيم الشرق الأوسط الى دول طائفية تديرها إسرائيل, بحيث تتمكن من تصفية القضية الفلسطينية, و لكن قبل طرح مشروع الشرق الأوسط الجديد كان هناك طريقة أسهل في نظر واشنطن و هي القضاء على المقاومة في لبنان فيمكن الوصول الى الغاز دون حل القضية الفلسطينية, التي أصبحت عائقا أمام مستقبل واشنطن, فكيف بدأت واشنطن بالعمل للسيطرة على هذه المنطقة, علماً بأن المشكلة في وجه واشنطن هي إما تصفية القضية الفلسطينية أو القضاء على المقاومة في لبنان.
- الحرب على لبنان في العام 1996 تحت إسم عناقيد الغضب للقضاء على حزب الله و المقاومة , لفرض سلام مع لبنان يؤمن إمدادات الغاز, و لكن فشل العدوان و بل أصبحت المقاومة مشروعة و ألزمت إسرائيل أول مرة بتاريخ حياتها للإلتزام بتفاهم نيسان, و ثم جاء العام 2000 و هو عام النكسة الأمريكية, حيث تحرر الجنوب اللبناني و بنفس العام وصل بوتين خصم الغرب الى السلطة في روسيا, على إثر وفاة يلتسن.
البدء بتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد:- أدركت واشنطن أن الغاز القطري أصبح عاجز عن المنافسة في السوق الآوروبية و أن النفوذ الروسي يزيد في آوروبا مع إزدياد الطلب, و ليس ذلك فحسب بل بدأت موسكو بالإنتعاش الإقتصادي تستعيد عافيتها, فقررت التحرك و كان الهجوم بالطائرات على مبنى التجارة العالمي في أمريكيا هو مقدمة الهجوم الأمريكي كرد على هزيمة إسرائيل في لبنان و وصول بوتين الى السلطة و التقارب الصيني الروسي , بعد توتر دام عقود أبان الحرب الباردة , و سقوط بعض معاقل واشنطن في أمريكيا الجنوبية و كانت البداية من إحتلال أفغانستان, و طبعا الهدف هو قطع طرق الترانزيت عن الصين و محاصرتها و محاصرة روسيا من جهة ثانية و محاصرة إيران.
في العام 2002 , عقدت واشنطن صفقة مع رجب طيب أردوغان و عبد الله غل الذين إنقلبا على معلمهم أربكان, و أسسا حزب العدالة و التنمية ليصبح عبد الله غل أول رئيس حكومة إسلامي في تركيا, و كما كان الإنقلاب في قطر سببه الغاز كان الإنقلاب في تركيا سببه الغاز فمع ظهور حزب العدالة و التنمية أعلنت واشنطن عن خط غاز نابوكو, و عند الأمريكيين حتى الإسم له معنى , فنابوكو إسم عمل موسيقي لفيردي يتكلم عن ما سمي سبي نبوخذ نصر لليهود في العراق, و بعدها بعام تم إحتلال العراق فعلاً.
لماذا نابوكو؟ طبعا تدرك واشنطن أن الغاز في آسيا الوسطى محال أن يصلها , و في إيران الحرب شبه مستحيلة, و لكن روسيا لم تكن تدرك أن البحر المتوسط يحوي الغاز الذي تريده واشنطن, فواشنطن حين أعلنت عن خط نابوكو كانت تعتقد موسكو أن هذا الخط ولد ميتا , و لكن واشنطن كانت تخطط أولاً للحصول على الغاز من مصر و ساحل المتوسط فلسطين و لبنان و قبرص, و مع تقسيم و تدمير سوريا ستحصل حكما بلا حرب على الغاز الإيراني , و بالتالي حكما لن تستطيع بعدها موسكو شراء الغاز الأذري, فبذلك تفقد موسكو نفوذها في المتوسط و آوروبا و وسط آسيا دفعة واحدة, و تكون واشنطن سيطرت على العالم للأبد.
نابوكو حلم أردوغان:- نابوكو يجمع غاز المنطقة في تركيا, ليصدر الى آوروبا دون المرور في اليونان, فتتحول تركيا الى دولة ثرية بالترانزيت الذي يفترض أن يبدأ ب 31 مليار متر مكعب و يصل الى 40مليار متر مكعب, و لهذا أردوغان الذي يدرك أن الوصول في البداية الى غاز وسط آسيا مستحيل أشرف بنفسه على زيارة القاهرة لدعوتها للتوقيع على اتفاق نابوكو, و لم يدرك وقتها حسني مبارك أن يوقع على وثيقة إقالته من السلطة
ملامح ما تم مع اردوغان و المارد الامريكي :
-يقوم اردوغان و غل بتأسيس حزب إسلامي و تساعده واشنطن على الإمساك بزمام السلطة
- تتعهد واشنطن بأن لا يمر إنبوب الغاز في اليونان كي تضمن تركيا الحصول على كامل قبرص و الدخول في الإتحاد الآوروبي على حساب اليونان
تحول الولايات المتحدة تركيا الى عقدة غاز عالمية يقبل أردوغان أن يكون النفوذ على هذه العقدة لواشنطن
رغم وصول أردوغان الى السلطة, و لكن كان على الولايات المتحدة إقناع حلفائها في الدخول في خط الغاز, فكانت الجزء الثاني من الهجوم بدأ بالثورة البرتقالية في أوكرانيا حيث إمدادات الغاز الروسي , و بدء التحرش , كذلك حيث إمدادات الغاز الروسي , و ثم تم إغتيال رفيق الحريري لبدء الضغط على دمشق,فكانت الحرب على لبنان و لكن عوضا عن تهجير أهالي الجنوب بشكل عام و الشيعه بشكل خاص الى العراق خسرت إسرائيل الحرب خسارة زلزت واشنطن نفسها, و كسرت هيبتها.
لجأت واشنطن الى حلفائها الجدد في أوكرانيا للضغط على الغاز الروسي لكي تضمن الولايات المتحدة الدعم الآوروبي لمشروعها القادم, حيث لازال بجعبتها خطط بديلة, و فعلا قطعت موسكو الغاز عن آوروبا إسبوعين , واشنطن أرسلت رسالة بضرورة عدم الإعتماد على الغاز الروسي, و روسيا أرسلت رسالة بأن دول عبور الغاز هامة و بالتالي حتى لو جاء الغاز من مكان ثاني ضربه سهل, و نتج من هذه الحرب خروج البرتقاليين من السلطة برضى آوروبا.
الغضب الروسي:- سارعت موسكو بالرد, و كان رد موسكو عنيف, بعد الإعلان عن خط نابوكو, حيث أعلنت غاز بروم بأنها ستسثمر في مشاريع غاز من أمريكيا اللاتينية و إفريقيا و آسيا و حتى واشنطن ستجد نفسها تشتري الغاز من روسيا, و أعلنت روسيا عن أربع خطوط غاز و بدأت فعليا بالعمل و هي:
1 -السيل الشمالي يوصل الغاز من شمال روسيا الى ألمانيا عبر البحر دون المرور ببر بيلاروسيا و بدأ تنفيذ هذا المشروع فعلياً و بالتالي خف الضغط الأمريكي على روسيا البيضاء لان اسقاط بيلاروس لن يفيد بعد الآن بوقف إمداد الغاز.....
2- السيل الجنوبي عبر البحر الأسود الى بلغاريا و منها يتوزع خط عبر رومانيا هنغاريا النمسا, و جنوبا عبر اليونان إيطاليا, و قد تم إنجاز معظم الإتفاقيات لمد هذا الخط......
3- مد خط من نيجيريا الى النيجر فالجزائر لتسييل الغاز نقله الى آوروبا و لاحقا مد إنبوب الى آوروبا....
5- قامت أيضا غاز بروم بالإستحواذ على نصف حصة شركة ايني الإيطالية في ليبيا , و بدأ بالإستثمار في السودان و زار بوتين مصر على أمل الإستثمار في مصر. و رداً على الخطوات الروسية سيبدأ الربيع العربي , تمهيدا لتقسيم المنطقة و عزل روسيا و الصين عن المتوسط, و الإستحواذ على غاز مصر و المتوسط , و ثم قطع الطريق في شمال آسيا على اية مشاريع روسية, من خلال إسقاط شمال إفريقيا ..
[2] الربيع العربي
كيف سيحل الامريكي مشاكله:-سيحتاج الى تقسيم السودان كونه مرشح لان يصبح أكبر مصدر في العالم للوقود الحيوي و يحتاج للسيطرة على حقول الغاز في إفريقيا خصوصا الحقول الكبرى في نيجيريا و اذا فشل يجب أن يسيطر على شمال إفريقيا كي لا تمر الى آوروبا الا تحت الرحمة الأمريكية و مع توقيع غاز بروم الروسية عقود مع نيجيريا أصبح هناك حاجة للسيطرة على الجزائر, و ليبيا بشكل خاص كون الجزائر تحوي غاز و ستكون معبر الغاز النيجيري و الغاز الليبي
استغلت واشنطن حالات الاحتقان و الغليان لدي شعوب الشرق الاوسط و قامت باعطاء الضوء الاخضر لبدء مرحلة تنصيب جديدة لانظمة المنطقة بحيث تخدم مصالحها و مشاريعها و قامت بإشعال ثورات المنطقة رداً علي تصعيدات الدب الروسي
و بدأت واشنطن بالتصعيد , و يمكن القول أن وثائق ويكي ليكس كانت مقدمة لبدء الهجوم الأمريكي الجديد على المنطقة, فهذه الوثائق قد تم تسريبها عن قصد و لسبب, و ما تسريبات ويكيليكس الا رسالة أمريكية الى من تبتزهم بالشرق الأوسط مفادها من لا يسير معنا ستسرب وثائقه, و من جهة ثانية بين كل الف وثيقة بالإمكان تسريب وثيقة كاذبة بقصد زرع البلبلة للحرب النفسية.
إذا كان أسر حزب الله لجنود إسرائيليين قد قدم موعد الحرب فساعد حزب الله على النصر فإن إحراق أبو عزيزي نفسه سرع المشروع الأمريكي , فتم إسقاط بن علي و لاحقا مبارك و بدء الهجوم على سوريا و ليبيا دفعه واحدة,ففي تونس حدث إنقلاب عسكري تحت غطاء الإحتجاجات الشعبية, و في مصر نفس الأمر,
مر الربيع العربي و تحقق جزيئاً ما خططت له الامبراطورية الامريكية بالسيطرة علي اجزاء من شمال افريقي(تونس ليبيا) و جاء الانقلاب العسكري الثاني بقيادة السيسي في مصر ليطيح بما تبقي من اجراءات و مشاريع ليمثل ضربة قاسمة لما تم التخطيط له
[3] الحرب علي سوريا . لماذا
ناهيك عن قوتها العسكرية و دعمها للمقاومة العربية .. و فشل كل محاولات عقد اية صفقات معاها علي حساب القضية المقاومة اللبنانية و الفلسطينية .. سوريا هي عقدة العاز في العالم يا عزيزي و ليس تركيا ..
و هذا هو الخط الإيراني السوري الذي خرج في رحم الأزمة السورية ليقول نحن هنا بيضة القبان, و سوريا هي التي ستكون عقدة الغاز و ليس تركيا, و سيحمل غاز من تركمانستان و إيران و العراق مرور بسوريا و غاز لبنان و قبرص وصولا الى اليونان التي كانت واشنطن عقدت صفقة على حسابها مع تركيا فخط نابوكو لا يمر في اليونان و لا يغذيها .. و بالتالي تمثل تلك ضربة قاضية بالمعني الحرفي للامبراطورية الامريكية و سعيها للسيطرة ع طاقة العالم كما تمثل تعزيزاً لعودة الدب الروسي من جديد و سيطرته علي اوروبا و العالم عبر سيطرته علي منابع الغاز و تصديره للكوكب
مع اقتراب تضاعف واردات الإتحاد الأوروبي من الغاز أدرك الإيراني أنه قادر على استثمار غازه دون الضرر بمصالح موسكو وهو الذي رفض سابقاً أن يشارك في خط نابوكو الذي اعتبرته موسكو عملاً عدائياً ضدها، فموسكو لا تريد من حجم السوق الأوروبية أكثر من الربع، والغاز الإيراني يمكنه حل المشكلات القانونية فهو لا يضارب على الغاز الروسي بل يكمله، وبنفس الوقت يمنع القوانين الأوروبية من البحث عن مصادر متعدّدة للغاز حين تسقط عن موسكو تهمة الاحتكار، ويحفظ لموسكو نفوذها في وسط آسيا، فلو أن طهران أعلنت في العام 2006 مثلاً عن نيّتها مد غاز إلى أوروبا لاعتبرته موسكو عملاً عدائياً ضد مصالحها، ولكنه في العام 2011 منقذ للموقف الروسي وأصبح على موسكو توقيع اتفاقيات إستراتيجية مع طهران كي تكبح جماح الأوروبيين حين يتحدثون عمّا يسمونه احتكار بيع الغاز، والأهم أن إيران لا تشكل تهديداً للمصالح الروسية في وسط آسيا، وهو الأهم بالنسبة لروسيا، وكذلك يمرّ من أراضي سورية الحليف الأهم لموسكو في الشرق الأوسط.
ما إن أدرك السوريون أنهم أسقطوا مشروع الياسمينة الزرقاء وفي خضم الأحداث لسورية، وقّعت سورية
والعراق وإيران اتفاقاً لمد خط غاز من إيران وصولاً لأوروبا، وهذه صورة لخط الغاز الإيراني السوري
- كانت الخطة البديلة عند الأتراك هي مفاوضة سوريا على رأس حزب الله أو تصفية القضية الفلسطينية مقابل الهدوء ، تم إشعال حماه التي كانت تشهد أصلا إضراب بالقوة تحول الى إحتلال عسكري و تم قتل معظم رجال الأمن في المدينة, و منطقة الرمل في اللاذقية, على أمل أن يصل داوود أوغلوا ليفاوض سوريا بهم, و لكن سوريا طلبت تأجيل الزيارة ثلاث أيام, و حين وصل لم يكن بيده اي ورقة فقد دخل الجيش الى حماه قبض على العصابات المسحلة و خرج و في اللاذقية حسمت المعركة.
دخول القطري على الخط:- بعد الفشل الثاني لأردوغان تدخل القطري بينما كان أردوغان يطلق تصريحات نارية تعبر عن الهسيتريا التي أصابته, و بطلب قطر تم تأسيس مجلس إنتقالي سوري, ترأسه برهان غليون دون أن يعلم , و قبض لاحقاً عشرين مليون يورو لقبول المنصب, و سمي الهرموش زعيماً للجيش السوري الحرب الذي واجبه إحتلال و لو 100 متر على الحدود لكي تقوم قطر و تركيا بالإعتراف بالمجلس الإنتقالي السوري كممثل شرعي لسوريا, و في هذه الأثناء كان من المفترض أن ينقل نبيل العربي رسالة الى دمشق و لكن دمشق كذلك طلبت تأجيل الزيارة أربع أيام و فعلا تم ذلك, فقام الأمير القطري بإطلاق تصريحه الشهير بإن الإحتجاجات في سوريا لن تتوقف حتى يتم تلبية شروط المتظاهرين, اي الشروط الأمريكية,
حسب الصحافة الإسرائيلية يجب على الجيش الإسرائيلي إعادة حساباته بقدرات الجيش السوري, فتفاجأ الجميع بقدرة الجيش, حيث صمد صمود غير متوقع و سدد ضربات قاضية لبؤر الارهاب جعلته قادر علي انهاء الازمة في شهور قادمة -حسب موقع استخباراتي صهيوني ديبيكا عن رجل مخابرات أمريكية أن الجيش العربي السوري نفذ عملية أرعبت العالم في دقتها من خلال إبعاد سفينة ألمانية كانت تدير العصابات في بانياس, و بناء جدار إلكتروني سيطرت عبره أجهزة الأمن على الإتصالات ثم دفعت بالعصابات الى كمائن قبض فيها على كل المجرمين و قادتهم, و خصوصاً منهم الجنسيات العربية.
لذلك اصبح من السهل تفسير الهذيان التركي و هستيريا غضب اردوغان تجاه خساراته المتعددة بداية من سقوط الاخوان في مصر مروراً بصمود المؤسسة العسكرية السورية بل و انتصارها إلي اانهيار و فشل مشروع خط الغاز المبني عليه السيطرة علي العالم و قراره السياسي و الاقتصادي ..
و فشل مشاريع السيطرة ع الغاز من قبل الامبراطورية الامريكية يعني زوال اهمية و موقع و دور تركيا من المشهد عموماً ، لذلك خاطر اردوغان و جازف بموقفه من سوريا الفاضح لانه يعلم ان مستقبله مرهون بمستقبل الغاز و بدونه ستستغني عنه الامبراطورية الامريكية لاحقاً و في اقرب فرصة حيت تجد البديل المناسب القادر علي تنفيذ المهام بإحترافية و بسرعة
[4] ماذا تُحضر واشنطن ؟
معادلة إما سقوط سوريا أو سقوط الولايات المتحدة:-لفهم نتائج ما يحدث على الأرض و خطره على مستقبل واشنطن ذكرت سابقا عن تزايد النفوذ الروسي في آوروبا, و إفريقيا مع تصاعد الدول الناشئة كالبرازيل و جنوب إفريقيا و الهند و الصين و تأثيرهم على مصالح واشنطن, و على وحدة حلف الناتو, و لكن هناك مخاطر أخرى أكثر كارثية على واشنطن في حال لم تستطيع وضع اليد على مصادر الغاز.
منذ العام 1976 سحبت الولايات المتحدة ذهبها من حماية الدولار و باعته لتنقذ نفسها على حساب العالم, و اصبح العملة الوحيدة في العالم التي لا ترتبط بالذهب و من تاريخها اذا صعد الذهب هبط الدولار و اذا هبط الدولار صعد الذهب, و طبعا قامت واشنطن بهذه الخطوة بعد أن كادت تصل الى الإفلاس فسرقت العالم بخطوة إحادية الجانب.
و لكن اليوم هذه الخطوة لا تتكرر, علماً بأن ديون الولايات المتحدة الفيدرالية تعادل 14200 مليار دولار بعد حربيها في العراق و أفغانستان, و ما رفع سقف الدين الأمريكي الا تأجيل للازمة التي قد تدمر الإقتصاد الأمريكي. في السابق كانت واشنطن تسترجع عملتها الخضراء, و مع هذا الإسترجاع كان الدولار يحافظ على قيمته, رغم انه ليس الا ورقة بلا معادل ذهبي, و خصوصا حين كانت تسيطر على معظم منابع النفط و بشكل خاص في الخليج العربي, الذي لا يسعر النفط بالدولار و يربط عملته بالدولار فقط, بل كل الدولارات التي يقبضها يعيدها الى واشنطن لشراء بضائع امريكية, و اسلحة, و كإيداعات فمثلا دولة عربية واحدة لها إيداعات في الولايات المتحدة بقيمة 3400 مليار دولار, و لكن في السنوات الماضية و بعد أن أصبح الغاز ينافس النفط, و بعد كلفة الحروب التي شنتها واشنطن و لم تحصل على ثمنها , و التقارب الروسي الصيني الذي جعل من الصين قوة ترفض شراء سندات الخزينة الأمريكية, و لا تخضع للضغوط الأمريكية برفع قيمة عملتها, فإن مستقبل العملة الخضراء أصبح في خطر, و ما تضاعف سعر الذهب خلال السنوات السابقة الا مؤشر إنهيار العملة الخضراء, و بالتالي الأمل الوحيد لواشنطن هو ضمان بيع الطاقة بالدولار الأمريكي حتى لو لم تسيطر عليه , فجزء من حرب الغاز و تحدثنا عنه يتعلق بالنفوذ و الجزء الآخر و هو الأخطر على واشنطن يتعلق بالعملة الأمريكية نفسها, و لفهم شدة الخطر على واشنطن في حال فشلت في مد خط نابوكو لنأخذ الإحتمالات:-
اولا أن تسيطر واشنطن على غاز المنطقة و البدء بعزل الغاز الروسي عن آوروبا فإن النفوذ الأمريكي سيمتد الى وسط آسيا و بالتالي ستصبح واشنطن كذلك شريك في نفط و ثروات بحر قزوين......
ثانيا أن تفشل واشنطن في تغذية خط نابوكو و إسقاط الجزائر و بالتالي هناك ست أنابيب غاز ستغذي آوروبا بدون نفوذ الأمريكيين و بالتالي يصبح الإتحاد الآوروبي تحت رحمة روسيا و حلفائها, و عملة بيع هذا الغاز بيد روسيا و بالتالي قد لا تكون بالدولار و بل من المؤكد أن البيع سيكون بسلة عملات الدولار المتهاوي ليس ضمنها, و يضمن لموسكو نفوذ على ثروات بحر قزوين, و هذا يعني تهاوي النفوذ الأمريكي من إفريقيا الى آسيا الى آوروبا و معه تهاوي العملة الأمريكية. فواشنطن حين شنت عدوانها على سوريا كانت تدرك أن عدم سقوط سوريا قد يعني سقوط الولايات المتحدة الأمريكية, و لهذا من الواضح أنها كانت تملك خطط بديلة فماهي الخطط البديلة.
1- توجيه ضربة عسكرية لإيران, و لكن مثل هذه الضربة مستحيلة الان ، فقد تدمر الإقتصاد العالمي كون أكثر من نصف بترول العالم سيكون تحت الرحمة الإيرانية, فكانت تحاول واشنطن إستخراج النفط من خليج المكسيك لعلها تؤمن بديلا للنفط خلال فترة الحرب و مع التسرب النفطي فشلت في إستخراج النفط, و بدأ الوقت يداهمها....
2- إسقاط سوريا فشل تماماً و لم تتمكن من وضع يدها على المنطقة
3- يمكن تلمس الخطط البديلة من خلال دخول القطري على خط إنقاذ اليونان التي كانت كبش الفداء الأمريكي لأردوغان فيما لو نجحت واشنطن بإسقاط سوريا, فمن الواضح أن واشنطن بعد أن خسرت مخطط ضخم جداً ستعود لسياسة العصا و الجزرة, فبعد أن كانت تتآمر مع التركي على اليوناني الآن واشنطن تؤيد اليوناني ضد التركي و قطر تستثمر في اليونان , و اليونان هي البلد المتوقع أن يدخله خط الغاز الإيراني السوري, فهل واشنطن ستحرك عملية السلام و تعيد محاولة جر الغاز بالطرق السلمية, أو ستقوم بالإنتقال الى تصعيد جديد تجازف فيه بكل ما تملك. من المؤكد أن سوريا إنتصرت في هذه المعركة و لكن من المؤكد أن معارك قادمة ستبدأ.
انتصار سوريا مرهون بمدي فشل مشورع نابوكو و مدي تقبل الاتحاد الاوروربي بل اعلانه لتقبله الفشل و اعتماده علي البديل و البديل هنا يقبع عند الدب الروسي و حلفائه و هو ما لا يصب اطلاقا في استمرار عالم احادي القطب و هو مايحدث الان حيث أعرب مسئولو الاتحاد الأوروبي (28 يونيو 2013) عن تقبلهم لقرار أذربيجان اختيار مشروع خط أنابيب "تاب" لنقل الغاز الذي يتم انتاجه من حقل شاه دينيز2 ببحر قزوين إلى أسواق أوروبا على حساب المشروع المنافس نابوكو المدعوم من الاتحاد الأوروبي.كان اتحاد الشركات المنفذ لمشروع شاه دينيز2 قد أعلن في وقت سابق من الأسبوع الحالي اختيار الخط تاب الذي يمر بأراضي اليونان وألبانيا وإيطاليا لنقل غاز الحقل إلى أسواق غرب أوروبا. ..ليس صراعاً بين سُنًة او شيعة و ليست حرياً علي اسلام او غيره .. إنها حروب السيطرة علي منابع الطاقة في العالم و منها السيادة التامة علي القرار السياسي و الاقتصادي في الكوكب .. صمدت دمشق امام آله ارهاب بشعة ، و سقط الاخوان " المُعول عليهم من قِبل الامبراطورية الامريكية " سقطوا في اهم دولة " مصر " و أمسك الجيش بزمام الامور مُصدراً سياسة غير سياسة الاخوان .. مُجبراً الامبراطورية علي عدم خسارته في هذا التوقيت لانها هي التي تحتاجه و تحتاج هدوئه و اتزانه .. انتهت اسطورة الاخوان في مصر و صمد بل انتصر الجيش العربي السوري في معركة .. لكن حتماً معركة اخري ستبدأ .. آمل ألا تقف دمشق وحدها ثانية فهي بحاجة الي وجود توأمها في المنطقة " مصر"


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.