حرر أهالي قريتي"سيدنا الخضر وسيدنا موسى" بالوحدة المحلية لمركز ومدينة يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، بلاغات ضد وزارة البيئة لإعاقتها وصول الكهرباء إلى القريتين، ومنع تركيب أعمدة الضغط العالي، بحجة العمل في منطقة محميات، مؤكدة أن المنطقة التي يتم التركيب بها صحراوية جرداء. من جانبها تركت وزارة البيئة، ديوان عام المحافظة يصطدم بالأهالي الذين يحلمون بالكهرباء منذ قرون مضت ويرغبون في التوصل لحل لمعاناتهم مع السولار وأزمته الخانقة، والمولدات التي لا تقوى على سد احتياجاتهم من المياه التي تتم تحليتها عن طريق محطات تعمل بالسولار، والمولدات التي تعمل ساعة وتتوقف 23 . ورغم أن الدولة اعتمدت مبلغ 24 مليون جنيه ضمن خطتها الاستثمارية للعام المالي الحالي لإنارة القريتين، إلا أن الأهالي يخشون ضياعها على المحافظة في حالة عدم التنفيذ قبل نهاية السنة المالية للعام المالي الحالي. فيما باشرت شركة كهرباء مصر الوسطى، أعمالها في تركيب أبراج الضغط العالي، وبالفعل نفذت حوالي 300 برج، إلى أن العمال فوجؤوا، وفريق التنفيذ، بالمسئولين عن وزارة البيئة باعتراض عملية التنفيذ وإيقافهم عن العمل، بحجة أن المنطقة محمية، وفشلت كافة الجهود لإقناع البيئة بأن الأعمال لا تضر بالبيئة وأن المنطقة صحراوية، وأن الإنارة تحل كافة المشاكل لأكثر من 70 ألف نسمة من الأهالي بالقريتين ما جعل العمل يتوقف. من جانبها سمحت المحافظة مرة أخرى للشركة المنفذة بالعمل تحت ضغوط من الأهالي، فقامت وزارة البيئة بتحرير محاضر بالشرطة ضد المسئولين بقطاع الكهرباء لإجبارهم على التوقف مرة أخرى. وقال كمال عبد السلام، من قرية سيدنا الخضر، ل"البديل" إن وزارة البيئة "لا بترحم ولا عايزة رحمة ربنا تنزل": مشيرا إلى أن الجدود والآباء بالقريتين ظلوا يحلمون بالكهرباء لسنوات عديدة مضت، وآن الأوان لتحقيق الحلم وكانت فرحة الأهالي كبيرة بإدراج القريتين بخطة الدولة الاستثمارية لتوصيل الكهرباء، واعتمدت الدولة 24 مليون جنيه للتنفيذ، وبالفعل تم الطرح وبدأت الشركة في العمل وسط سعادة غامرة، وسرعان ما تدخلت وزارة البيئة وأوقفتها عن العمل وضربت بأحلام 70 ألف نسمة عرض الحائط، وتركتهم للفشل الكلوي بسبب نقص المياه النظيفة وللسرقات بسبب الظلام الدامس. وأضاف محمد متولي عمران، مواطن، أن الدكتور حازم عطية الله، محافظ الفيوم، حاول إقناع وزارة البيئة بأهمية وصول الكهرباء للقريتين، وأمام تشدد الوزارة حرر مذكرة للواء عادل لبيب، وزير التنمية المحلية والإدارية، لإيجاد حل عاجل للمشكلة والتوسط لدى البيئة، لكن الأمور وصلت إلى طريق مسدود مع الوزارة. وقال مهدي عبد الستار، مواطن، إن وزارة البيئة يبدو أنها تعيش في كوكب آخر ولا تشعر بالأزمات التي تمر بها البلاد في الوقود ونفس التشدد الذي تواجه به الوزارة اقتراح تشغيل مصانع الأسمنت بالقاهرة بالفحم، ورفضها تقديم حلول للمشكلة هو نفس الشيء بالنسبة لمشكلة قرى يوسف الصديق، مشيرا إلى أن المحافظة طلبت تشكيل لجنة من وزارة البيئة لمعاينة المنطقة لإيجاد حل سريع وعاجل لها، لكنهم فوجئوا باقتراحات بعيدة عن الواقع وتعقد العملية لا تحلها. بينما اقترحت المحافظة حلاً يرضى جميع الأطراف بأن تتحول عملية التنفيذ من الأبراج الهوائية إلى الكابلات بناء ً على توصية البيئة بشرط تقوم وزارة البيئة بسداد فارق المبلغ والذي يقدر بحوالي 10 ملايين جنيه. وناشد الأهالي المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، بالتدخل لحسم الخلاف المحتدم بين وزارتي البيئة من جهة والتنمية المحلية ومحافظة الفيوم والأهالي بالقريتين من جهة أخرى، قبل نهاية السنة المالية خشية ضياع مبلغ العملية على المحافظة.