عقب مغادرة وفد الاتحاد الإفريقي القاهرة، عائدًا إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بعد زيارة استمرت 4 أيام، أجرى خلالها الوفد عدة لقاءات في القاهرة مع الرئيس عدلي منصور والمرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية لبحث قرار الاتحاد بتجميد عضوية مصر، وعقب إطلاق الوفد تصريحات تبشر بقرب إلغاء القرار؛ فوجئ المصريون باعتماد الاتحاد الإفريقي، برئاسة دلامينى زوما، مساء أول أمس السبت أوراق انضمام قطر للاتحاد كعضو مراقب. وأثار القرار حفيظة السياسيين المصريين الذين أعلنوا رفضهم لتواجد قطر في الاتحاد. ورغم تأكيد الاتحاد الإفريقي أن عضوية قطر بصفة مراقب، وأن هذه الصفة تسمح لها بالمشاركة في الأنشطة دون المشاركة في اتخاذ القرارات، وأن قطر سبقتها في عضوية الاتحاد السعودية واليمن والكويت والإمارات، إلا أن هذه العضوية تفتح لقطر الطريق لزيادة نفوذها في المنطقة باستخدام ما تملكه من أموال لتنفيذ المخططات الغربية. وعن ذلك يقول حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن القرار الذي يثار بالصحف حول انضمام قطر إلى عضوية الاتحاد الإفريقي غير صحيح، مشيرًا إلى أن قطر دولة غير إفريقية؛ وبالتالي ليس لها الحق في الانضمام للاتحاد الإفريقي من الأساس. وأكد نافعة أن قطر ربما تكون قد عرضت على الاتحاد الإفريقي المشاركة فيه، فقرر الاتحاد منحها المشاركة بصفة رمزية لا حقيقية، لافتًا إلى أن مسألة انضمام أي دولة للاتحاد لا تأتي بمثل هذه السرعة، حيث إنه يجب على الاتحاد الإفريقي أن يعلن عن جلسة للاجتماع؛ لمناقشة انضمام قطر إليه، ويأخذ بعد ذلك القرار بالقبول أو الرفض، وهو ما لم يحدث في الأساس. وأوضح الدكتور سعيد اللاوندي أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية أن قطر هي لسان حال الاستعمار الأمريكي في المنطقة العربية، ونفس الشيء سيكون في المنطقة الإفريقية، مشيرًا إلى دورها السيئ الذي تلعبه في شق وحدة الصف العربي. وأشار اللاوندي إلى أن هذا القرار يؤكد أن قطر تبذل قصارى جهدها لتؤجج الوضع في مصر بالاشتراك مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهو عزلها إفريقيًّا، يساعدهم على ذلك الدور المشبوه الذي يقوم به الاتحاد الإفريقي رغم زياراته المتعددة للقاهرة والتعرف عن قرب عما حدث في مصر في 30 يونيو، مشددًا على أن تباطؤ رفع التجميد مثير للدهشة والجدل. لافتًا إلى أن هذا القرار لم يأتِ من فراغ، ولكنه تنفيذ أوامر أمريكا التى تتحكم في دول الاتحاد الإفريقي وتقدم لها المساعدات الاقتصادية. فيما أكد الدكتور عمرو هاشم ربيع الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتجية أن عضوية المراقب التى حصلت عليها قطر في الاتحاد الإفريقي ليست لها قيمة، ولن تؤثر على قرار رفع تجميد عضوية مصر من قريب أو بعيد، مشيرًا إلى أن عملية التجميد مرتبطة بنزاهة الانتخابات القادمة. وتساءل "لماذا نلوم قطر على محاولاتها للدفاع عن مصالحها أو السعي نحو مكتسبات سياسية واقتصادية لتحقيق مصالح مع أصدقائها أمريكا والكيان الصهيوني؟".